.........................................
____________________________________
فالوعظ ، والاسم منه الموعظة هو التذكير بالعواقب ، كالوصيّة بالتقوى ، والحثّ على الطاعات ، والتحذير عن المعاصي والإغترار بالدنيا وزخارفها ، ونحو ذلك (١).
فيكون الوعظ بالزجر المقترن بالتخويف ، وبالتذكير بالخير فيما يرقّ له القلب (٢).
وعليه فتكون الموعظة الحسنة في محصّل معناها عبارة عن الوعظ بما يكون حسناً في نفسه ، ومؤثراً في غيره ، بحيث يكون جاذباً للقلوب ، ومقرّباً للمطلوب.
وجاء في الآية الشريفة بعد الأمر بالدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة الأمر بالجدال بالتي هي أحسن.
وقد فُسّرت في حديث الإمام العسكري عليه السلام بالحجج الإلهية.
مثل التي بيّنها الله تعالى لنبيّه الأكرم في جواب من قال : (قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)؟
فقال الله تعالى في ردّه : (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ) (٣) كما في حديث التفسير (٤).
وأهل البيت عليهم السلام هم المثل الأعلى للدعوة إلى سبيل الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.
ومن لاحظ سيرتهم ومواعظهم الحسان أيقن بذلك غاية الإيقان.
__________________
(١) مجمع البحرين : مادّة وعظ ص ٣٦٩.
(٢) المفردات : ص ٥٢٧.
(٣) سورة يس : الآيات ٧٨ ـ ٨٠.
(٤) تفسير البرهان : ج ١ ص ٥٨٥.