.........................................
____________________________________
ومثل حلم الإمام المجتبى عليه السلام مع الرجل الشامي كما في حديث المبرّد وابن عائشة بأنّ شاميّاً رآه راكباً فجعل يلعنه والحسن عليه السلام لا يردُّ ، فلمّا فرغ أقبل الحسن عليه السلام فسلّم عليه وضحك فقال : «أيّها الشيخ أظنّك غريباً ولعلّك شبّهت ، فلو استعتبتنا أعتبناك ، ولو سألتنا أعطيناك ، ولو إسترشدتنا أرشدناك ، ولو إستحملتنا أحملناك ، وإن كنت جائعاً أشبعناك ، وإن كنت عرياناً كسوناك ، وإن كنت محتاجاً أغنيناك ، وإن كنت طريداً آويناك ، وإن كان لك حاجة قضيناها لك ، فلو حرّكت رحلك إلينا ، وكنت ضيفنا إلى وقت إرتحالك كان أعود عليك ، لأنّ لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريقاً ومالاً كثيراً.
فلمّا سمع الرجل كلامه ، بكى ثمّ قال : أشهد أنّك خليفة الله في أرضه ، الله أعلم حيث يجعل رسالته ، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ والآن أنت أحبّ خلق الله إليّ ، وحوّل رحله إليه ...» (١).
وكذلك حلم الإمام زين العابدين عليه السلام عن جاريته التي جعلت تسكب عليه الماء ليتهيّأ للصلاة فسقط الإبريق من يدها فشجّه فرفع عليه السلام رأسه إليها ، فقالت له الجارية : (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ) إنّ الله يقول : (٢).
فقال لها : كظمت غيظي.
قالت : (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ).
قال : عفى الله عنك.
قالت : (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
قال : فاذهبي فأنت حرّة لوجه الله (٣).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٤٣ ص ٣٤٤.
(٢) سورة آل عمران : الآية ١٣٤.
(٣) بحار الأنوار : ج ٧١ ص ٣٩٨.