.........................................
____________________________________
أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام بمنى وهو يرمي الجمرات ، وإنّ أبا جعفر رمى الجمرات فاستتمّها وبقي في يديه بقيّة ، فعدّ خمس حصيّات فرمى ثنتين في ناحية وثلاثة في ناحية.
فقلت له : أخبرني جعلت فداك ما هذا فقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعه أحد قطّ ، إنّك رميت بخمس بعد ذلك ثلاثة في ناحية وثنتين في ناحية؟
قال : نعم إنّه إذا كان كلّ موسم اُخرجا الفاسقان غضيّين طريّين فصُلبا ههنا ، لا يراهما إلاّ إمام عدل ، فرميت الأوّل ثنتين والآخر بثلاث ، لأنّ الأخر أخبث من الأوّل» (١).
والوجه في هذا التبرّي الخاص من اُولئك الأعداء مبيّن بنفس الفقرات التالية : (الظالمين لكم ، الجاحدين لحقّكم ، والمارقين من ولايتكم ، والغاصبين لإرثكم ، الشاكّين فيكم ، المنحرفين عنكم) كما تدلّ على ذلك الأحاديث الكثيرة الآتية في فقرة (الظالمين لكم).
كلّ هذا مضافاً إلى الجنايات الاُخرى التي ارتكبوها مثل الإقدام على قتل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في العقبة ، وعصيان أمره في التخلّف عن جيش اُسامة ، والردّ عليه فينسبته إلى الهُجر ، وتجاسرهم على صحيفة الرسول وكتاب فدك بالقاء البصاق عليه وتمزيقه (٢).
إلى غير ذلك من المثالب المذكورة في كتب مطاعنهم ، كمطاعن البحار ، والسبعة من السلف ، وغيرهما.
مع الكفر والعار والشنار الذي أظهره معاوية ونغله يزيد ممّا يندى لها جبين التاريخ ، وتسوّد صفحات الحياة البشرية ، وقد اعترف بها كلا الفريقين في النقل المتظافر (٣).
فاستحقّوا بذلك اللعن المؤبّد ، والعذاب المخلّد ، والتبرّي منهم ، والتباعد عنهم.
وفي نسخة الكفعمي : «ومن الجبت والطاغوت وأوليائهم والشياطين وحزبهم».
__________________
(١) الاختصاص : ص ٢٧٧.
(٢) بحار الأنوار : ج ٥٣ ص ١٧ ب ٢٥ ح ١.
(٣) بحار الأنوار : ج ٣٣ ص ٢٩٦ ـ ٥٨٤ ، الغدير : ج ١ ص ٨٠ ـ ٣٨٤ ، السبعة من السلف : ص ١٨٣ ـ ٢٢٠ ، الكنى والألقاب : ج ١ ص ٨٤ ، سفينة البحار : ج ٢ ص ٢٩٠.