عن ابن عبّاس قال : مرّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم على قبرين فقال : «إنّهما ليعذّبان وما يعذّبان في كبير ، أمّا هذا فكان لا يستتر من بوله ، وأمّا هذا فكان يمشي بالنّميمة ، ثمّ دعا بعسيب رطب فشقّه باثنين ، فغرس على هذا واحدا (١) ، وعلى هذا واحدا (*) ، ثمّ قال : لعلّه يخفّف عنهما ما لم ييبسا.
__________________
(*) في الأصل «واحد» بغير ألف التنوين والتصحيح من رواية البخاري.
__________________
ـ البول ووجوب الاستبراء منه (رقم ٢٩٢ / ١١١) ، وأخرجه أبو داود في سننه : كتاب الطهارة ، باب الاستبراء من البول (رقم ٢٠) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : أبواب الطهارة ، باب ما جاء في التشديد في البول (رقم ٧٠) ورواه المصنف في سننه : كتاب الطهارة ، التنزه عن البول (رقم ٣١) وكتاب الجنائز ، وضع الجريدة على القبر (رقم ٢٠٦٩) ، وأخرجه ابن ماجة في سننه : كتاب الطهارة وسننها ، باب النهي عن البول في الماء الراكد (رقم ٣٤٧) ، كلهم من طريق الأعمش ، عن مجاهد ، عن طاوس ـ به.
انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٥٧٤٧).
قوله بعسيب أي جريدة من النخل.
قوله ييبسا أي يجفا.
وإيراد هذا الحديث هنا مناسب لقول اللّه تعالى : هماز مشاء بنميم ففي كل منهما ذكر النميمة وذمها. وفي الحديث إثبات عذاب القبر ، وثبوت شفاعته صلّى اللّه عليه وسلّم لهذين المعذبين مدة مكث هذا الجريد رطبا.
وقال ابن حجر في الفتح : وقد استنكر الخطابي ومن تبعه وضع الناس الجريد ونحوه في القبر عملا بهذا الحديث ، قال الطرطوسي : لأن ذلك خاص ببركة يده ، وقال القاضي عياض : لأنه علل غرزهما على القبر بأمر مغيب ، وهو قوله : ـ