هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)(١).
س ٤٥ : أيمكننا معرفة القصة في الآية السابقة؟!
الجواب / نعم ، قال الإمام العسكري عليهالسلام : لمّا أبطل الله تعالى على يديه أمر العجل ، فأنطقه بالخبر عن تمويه السامري ، وأمر موسى عليهالسلام أن يقتل من لم يعبده من يعبده ، تبرّأ أكثرهم ، وقالوا : لم نعبده. فقال الله عزوجل لموسى عليهالسلام : أبرد هذا العجل الذهب بالحديد بردا ، ثم ذرّه في البحر ، فمن شرب ماءه اسودّت شفتاه وأنفه وبان ذنبه ، ففعل ، فبان العابدون للعجل.
وأمر الله تعالى اثني عشر ألفا أن يخرجوا على الباقين شاهرين السيوف يقتلونهم ، ونادى مناديه : ألا لعن الله أحدا أبقاهم بيد أو رجل ، ولعن الله من تأمّل المقتول لعلّه تبيّنه حميما أو قريبا فيتعدّاه إلى الأجنبي ، فاستسلم المقتولون. فقال القاتلون : نحن أعظم مصيبة منهم ، نقتل بأيدينا آباءنا وأبناءنا وإخواننا وقراباتنا ، ونحن لم نعبد ، فقد ساوى بيننا وبينهم في المصيبة.
فأوحى الله تعالى إلى موسى عليهالسلام : يا موسى ، إنّي إنّما امتحنتهم بذلك لأنّهم ما اعتزلوهم لمّا عبدوا العجل ، ولم يهجروهم ، ولم يعادوهم على ذلك ، قل لهم : من دعا الله بمحمد وآله الطيّبين يسهّل عليه قتل المستحقّين للقتل بذنوبهم ، فقالوها ، فسهّل الله عليهم ذلك ، ولم يجدوا لقتلهم لهم ألما.
فلمّا استحرّ القتل (٢) فيهم ـ وهم ستّمائة ألف ـ إلّا اثني عشر ألفا الذين لم يعبدوا العجل ، وفّق الله بعضهم ، فقال لبعضهم ـ والقتل لم يفض (٣) بعد
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ٢٥٤ / ١٢٤.
(٢) أي اشتدّ. «الصحاح ـ حرر ـ ٢ : ٦٢٩».
(٣) الإفضاء : الانتهاء ، وأفضى إليه : وصل. «لسان العرب ـ فضا ـ ١٥ : ١٥٧».