عَلَيْنا وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ (٧٠) قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ (٧١) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (٧٢) فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)(٧٣) [البقرة : ٦٧ ـ ٧٣]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّ رجلا من خيار بني إسرائيل وعلمائهم خطب امرأة منهم فأنعمت له (١) ، وخطبها ابن عمّ لذلك الرجل ، وكان فاسقا رديئا ، فلم ينعموا له ، فحسد ابن عمّه الذي أنعموا له ، فقعد له فقتله غيلة ، ثمّ حمله إلى موسى ، فقال : يا نبيّ الله ، هذا ابن عمّي قد قتل ، قال موسى : من قتله؟ قال : لا أدري.
وكان القتل في بني إسرائيل عظيما جدّا ، فعظم ذلك على موسى ، فاجتمع إليه بنو إسرائيل ، فقالوا : ما ترى ، يا نبيّ الله؟ وكان في بني إسرائيل رجل له بقرة ، وكان له ابن بارّ ، وكان عند ابنه سلعة ، فجاء قوم يطلبون سلعته ، وكان مفتاح بيته تحت رأس أبيه ، وكان نائما ، فكره ابنه أن ينبّهه وينغّص عليه (٢) نومه ، فانصرف القوم ولم يشتروا سلعته. فلمّا انتبه أبوه ، قال له : يا بنيّ ، ماذا صنعت في سلعتك؟ قال : هي قائمة لم أبعها ، لأنّ المفتاح كان تحت رأسك ، فكرهت أن أنبّهك ، وأنغّص عليك نومك. قال له أبوه : قد جعلت هذه البقرة لك ، عوضا عمّا فاتك من ربح سلعتك ، وشكر الله لابنه ما فعل بأبيه.
فأمر موسى بني إسرائيل ، أن يذبحوا تلك البقرة بعينها ، فلمّا اجتمعوا
__________________
(١) أنعم له : أي قال له : نعم. «الصحاح ـ نعم ـ ٥ : ٢٠٤٣».
(٢) نغّص علينا : قطع علينا ما كنا نحب الاستكثار منه. «لسان العرب ـ نغص ـ ٧ : ٩٩».