س ٨٣ : هل كان هاروت وماروت ملكان اختارتهما الملائكة ، وأنزلهما الله تعالى مع ثالث لهما إلى الدنيا وفعلا ما فعلا؟!
الجواب / قال أبو يعقوب وأبو الحسن : قلنا للحسن أبي القائم عليهماالسلام : فإنّ عندنا قوما يزعمون أنّ هاروت وماروت ملكان اختارتهما الملائكة لمّا كثر عصيان بني آدم ، وأنزلهما الله تعالى مع ثالث لهما إلى الدنيا ، وأنّهما افتتنا بالزّهرة ، وأرادا الزنا بها ، وشربا الخمر ، وقتلا النفس المحرّمة ، وأنّ الله يعذّبهما ببابل ، وأنّ السحرة منهما يتعلّمون السحر ، وأنّ الله تعالى مسخ تلك المرأة هذا الكوكب الذي هو الزّهرة.
فقال الإمام عليهالسلام : «معاذ الله من ذلك ، إن الملائكة معصومون من الخطأ محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى ، فقال الله عزوجل فيهم : (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ)(١) وقال : (وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ) يعني الملائكة (لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ)(٢).
وقال في الملائكة : (بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ)(٣)».
ثمّ قال عليهالسلام : «لو كان كما يقولون كان الله قد جعل هؤلاء الملائكة خلفاء على الأرض ، فكانوا كالأنبياء في الدنيا أو كالأئمّة ، أفيكون من الأنبياء والأئمّة قتل النفس وفعل الزنا؟!».
__________________
(١) التحريم ٦٦ : ٦.
(٢) الأنبياء ٢١ : ١٩ و ٢٠.
(٣) الأنبياء ٢١ : ٢٦ ـ ٢٨.