عرض في توحيده نقص ، فقال الله عزوجل : (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى)(١) ، هذه شرط عامّ ، لمن آمن به ، حتى سئل واحد منهم : أولم تؤمن؟ وجب أن يقول : بلى ، كما قال إبراهيم عليهالسلام ، ولمّا قال الله عزوجل لجميع أرواح بني آدم : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى)(٢) ، ، كان أوّل من قال بلى ، محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فصار يسبقه إلى بلى سيد الأولين والآخرين ، وأفضل النبيّين والمرسلين ، فمن لم يجب عن هذه المسألة بجواب إبراهيم فقد رغب عن ملّته ، قال الله عزوجل : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ).
ثمّ اصطفاء الله عزوجل إيّاه في الدنيا ، ثمّ شهادته له في العاقبة أنّه من الصالحين في قوله عزوجل : (وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ). والصالحون هم النبيّ والأئمة (صلوات الله عليهم) الآخذون عن الله أمره ونهيه ، والملتمسون الصلاح من عنده ، والمجتنبون للرأي والقياس في دينه في قوله عزوجل : (إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ).
ثم اقتداء من بعده من الأنبياء عليهمالسلام به في قوله عزوجل (وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(٣).
وقال الباقر عليهالسلام : بولاية علي عليهالسلام (٤) ، وروي ـ لولاية علي عليهالسلام (٥).
__________________
(١) البقرة : ٢٦٠.
(٢) الأعراف : ١٧٢.
(٣) الخصال : ٣٠٨ / ٨٤.
(٤) شرح الأخبار : ج ١ ، ص ٢٣٦ ، ح ٢٣٨.
(٥) المناقب : ج ٣ ، ص ٩٥.