نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٢٥٩) [البقرة : ٢٥٩]؟!
الجواب / قال الإمام الصادق عليهالسلام : «إنّ الله بعث إلى بني إسرائيل نبيّا يقال له إرميا ، فقال : قل لهم : ما بلد تنقّيته من كرائم البلدان ، وغرست فيه من كرائم الغرس ، ونقّيته من كلّ غريبة ، فأخلف فأنبت خرنوبا؟ ـ قال ـ فضحكوا واستهزءوا به ، فشكاهم إلى الله ـ قال ـ : فأوحى الله إليه : أن قل لهم : إنّ البلد بيت المقدس ، والغرس بنو إسرائيل تنقيته من كلّ غريبة ، ونحّيت عنهم كلّ جبّار ، فأخلفوا فعملوا بمعاصي الله ، فلأسلّطنّ عليهم في بلدهم من يسفك دماءهم ، ويأخذ أموالهم ، فإن بكوا إليّ فلم أرحم بكاءهم ، وإن دعوا لم أستجب دعاءهم ثمّ لأخرّبنها مائة عام ، ثمّ لأعمّرنّها.
فلما حدّثهم جزعت العلماء ، فقالوا : يا رسول الله ، ما ذنبنا نحن ، ولم نكن نعمل بعملهم ، فعاود لنا ربّك. فصام سبعا ، فلم يوح إليه شيء ، فأكل أكلة ثمّ صام سبعا فلم يوح إليه شيء ، فأكل أكلة ، ثمّ صام سبعا. فلمّا كان يوم الواحد والعشرين أوحى الله إليه : لترجعنّ عمّا تصنع ، أتراجعني في أمر قضيته ، أو لأردّنّ وجهك على دبرك. ثمّ أوحى إليه : قل لهم : لأنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه ، فسلّط الله عليهم بخت نصّر ، فصنع بها ما قد بلغك ، ثمّ بعث بخت نصّر إلى النبي عليهالسلام ، فقال : إنّك قد نبئت عن ربّك وحدّثتهم بما أصنع بهم ، فإن شئت فأقم عندي فيمن شئت ، وإن شئت فاخرج.
فقال : لا بل أخرج ، فتزوّد عصيرا وتينا وخرج ، فلما أن كان مدّ البصر التفت إليها ، فقال (أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ) ، أماته غدوة ، وبعثه عشية قبل أن تغيب الشمس ، وكان أوّل شيء خلق منه عينيه في مثل غرقىء البيض ، ثمّ قيل له : كم لبثت؟ قال : لبثت يوما. فلمّا نظر إلى الشمس لم تغب ، قال : (أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى