الله تعالى ليفتن أمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم من بعده.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : «أو ما يقرءون كتاب الله؟ أوليس الله يقول : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ)؟
قال : فقلت له : إنّهم يفسّرون على وجه آخر.
فقال : «أوليس قد أخبر الله عزوجل عن الذين من قبلهم من الأمم أنّهم قد اختلفوا من بعد ما جاءتهم البيّنات ، حيث قال : (وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ)(١)».
٢ ـ كان عليّ عليهالسلام يقول في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الله عزوجل يقول : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ولئن مات أو قتل لأقاتلنّ على ما قاتل عليه حتّى أموت ، والله إنّي لأخوه وابن عمّه ووارثه ، فمن أحقّ به منّي؟» (٢).
٣ ـ قال سدير : قال أبو جعفر عليهالسلام : «كان الناس أهل ردّة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا ثلاثة».
فقلت : ومن الثلاثة؟
قال : «المقداد ، وأبو ذرّ ، وسلمان الفارسيّ» ثمّ عرف أناس بعد يسير ،
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ٢٧٠ ، ح ٣٩٨ ، والآية من سورة البقرة : ٢ / ٢٥٣.
(٢) الأمالي ٢ : ١١٦ ، ترجمة الإمام علي عليهالسلام لابن عساكر ١ : ١٢٧ / ١٥٣ ، الرياض النضرة ٣ : ٢٠٦ ، فرائد السمطين ١ : ٢٢٤ / ١٧٥.