(يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) لما بعثت محمدا وأقررته في مدينتكم ، ولم أجشّمكم ـ أي أكلفكم ـ الحطّ والترحال إليه ، وأوضحت علاماته ودلائل صدقه لئلا يشتبه عليكم حاله.
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِي) الذي أخذته على أسلافكم أنبياؤكم ، وأمروا أن يؤدّوه إلى أخلافهم ، ليؤمننّ بمحمد العربي القرشي الهاشمي ، المبان بالآيات ، والمؤيّد بالمعجزات التي منها : أن كلّمته ذراع مسمومة ، وناطقه ذئب ، وحنّ عليه عود المنبر ، وكثّر الله له القليل من الطعام ، وألان له الصّلب من الأحجار ، وصلّب له المياه السيّالة ، ولم يؤيّد نبيّا من أنبيائه بدلالة إلّا جعل له مثلها أو أفضل منها.
والذي جعل من أكبر أوليائه علي بن أبي طالب عليهالسلام شقيقه ورفيقه ، عقله في عقله ، وعلمه من علمه ، وحلمه من حلمه ، مؤيّد دينه بسيفه الباتر ، بعد أن قطع معاذير المعاندين بدليله القاهر ، وعلمه الفاضل ، وفضله الكامل.
(أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) الذي أوجبت لكم به نعيم الأبد في دار الكرامة ، ومستقرّ الرّحمة. (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) في مخالفة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّي القادر على صرف بلاء من يعاديكم على موافقتي ، وهم الذين لا يقدرون على صرف انتقامي عنكم ، إذا آثرتم مخالفتي» (١).
وقال الإمام الصادق عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي) : «بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام (أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) أوف لكم بالجنّة» (٢).
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ص ٢٢٧ ، ح ١٠٧.
(٢) الكافي : ج ١ ، ص ٣٥٧ ، ح ٨٩.