وأن يدعو قائما.
ويكره الوقوف في أعلى الجبل ،
______________________________________________________
واحتمل بعض الأصحاب كون متعلق الجار في به وبنفسه محذوفا صفة للخلل ، والمعنى أنه يسد الخلل الكائن بنفسه وبرحله ، بأن يأكل إن كان جائعا ، ويشرب إن كان عطشانا ، وهكذا يصنع ببعيره ، ويزيل الشواغل المانعة عن الإقبال والتوجه في الدعاء (١). وهو اعتبار حسن ، إلا أن المعنى الأول هو المستفاد من النقل.
قوله : ( وأن يدعو قائما ).
لأنه أفضل أفراد الكون الواجب ، لكونه أشق وأفضل الأعمال أحمزها.
وينبغي أن يكون ذلك حيث لا ينافي الخشوع لشدة التعب ونحوه ، وإلا سقطت وظيفة القيام.
قوله : ( ويكره الوقوف في أعلى الجبل ).
لما رواه الشيخ ، عن إسحاق بن عمار أنه قال : سألت أبا إبراهيم عليهالسلام عن الوقوف بعرفات ، فوق الجبل أحب إليك أم على الأرض؟ فقال : « على الأرض » (٢).
ونقل عن ابن البراج (٣) وابن إدريس (٤) أنهما حرّما الوقوف على الجبل إلا لضرورة. ومع الضرورة كالزحام وشبهه ينتفي الكراهة والتحريم إجماعا ، قاله في التذكرة (٥) ، ويدل عليه رواية سماعة : أنه قال لأبي عبد الله عليهالسلام : فإذا كانوا بالموقف وكثروا كيف يصنعون؟ قال : « يرتفعون إلى
__________________
(١) المسالك ١ : ١١٣.
(٢) التهذيب ٥ : ١٨٠ ـ ٦٠٣ ، الوسائل ١٠ : ١١ أبواب إحرام الحج ب ١٠ ح ٥.
(٣) المهذب ١ : ٢٤٦.
(٤) السرائر : ١٣٨.
(٥) التذكرة ١ : ٣٧٢. إلا أنه لم يدع الإجماع.