والإمام يتأخر حتى تطلع. والسعي بوادي محسر وهو يقول : اللهم سلّم عهدي ، واقبل توبتي ، وأجب دعوتي ، واخلفني فيمن تركت بعدي.
______________________________________________________
من تحريم مجاوزته تحريم قطعه والخروج منه ، لكن صرح الأصحاب بعدم جواز قطعه ولا بعضه قبل طلوع الشمس ، لخروجه عن المشعر. ولا ريب أنه أولى وأحوط.
قوله : ( والإمام يتأخر حتى تطلع ).
يدل على ذلك ما رواه الشيخ ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : ينبغي للإمام أن يقف بجمع حتى تطلع الشمس ، وسائر الناس إن شاءوا عجلوا وإن شاءوا أخروا » (١) والظاهر أن المراد بالإمام هنا أمير الحجيج.
قوله : ( والسعي بوادي محسر وهو يقول : اللهم سلّم عهدي ، واقبل توبتي ، وأجب دعوتي ، واخلفني فيمن تركت بعدي ).
المراد بالسعي هنا : الهرولة ، وهو الإسراع في المشي للماشي ، وتحريك الدابة للراكب. وقد أجمع العلماء كافة على استحباب ذلك ، ويدل عليه روايات ، منها ما رواه ابن بابويه في الصحيح ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : « إذا مررت بوادي محسر ـ وهو وادي عظيم بين جمع ومنى ، وهو إلى منى أقرب ـ فاسع فيه حتى تجاوزه ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حرك ناقته فيه وقال : اللهم سلّم عهدي ، واقبل توبتي ، وأجب دعوتي ، واخلفني بخير فيمن تركت بعدي » (٢).
وفي الصحيح عن محمد بن إسماعيل ، عن أبي الحسن عليهالسلام ،
__________________
(١) التهذيب ٥ : ١٩٣ ـ ٦٤١ ، الإستبصار ٢ : ٢٥٨ ـ ٩٠٩ ، الوسائل ١٠ : ٤٨ أبواب الوقوف بالمشعر ب ١٥ ح ٤.
(٢) الفقيه ٢ : ٢٨٢ ـ ١٣٨٤ ، الوسائل ١٠ : ٤٦ أبواب الوقوف بالمشعر ب ١٣ ح ١ ، ورواها في الكافي ٤ : ٤٧٠ ـ ٣ ، والتهذيب ٥ : ١٩٢ ـ ٦٣٧.