«قال» ، لأنّ الاستجابة من القول.
(بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ) عليهم ثياب بيض وعمائم بيض ، قد أرخوا أذنابها بين أكتافهم (مُرْدِفِينَ) متبعين المؤمنين ، أو متبعين بعضهم بعضا ، من : أردفته إذا جئت بعده ، أو متبعين بعضهم بعض المؤمنين أو أنفسهم المؤمنين ، من : أردفته إيّاه فردفه.
وقرأ نافع ويعقوب : مردفين بفتح الدال ، أي : متبعين أو متّبعين ، بمعنى : أنّهم كانوا مقدّمة الجيش أو ساقتهم.
(وَما جَعَلَهُ اللهُ) أي : إمدادكم بالملائكة (إِلَّا بُشْرى) إلّا بشارة لكم بالنصر (وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ) فيزول ما بها من الوجل ، لقلّتكم وذلّتكم (وَمَا النَّصْرُ) بالملائكة وغيرهم من الأسباب (إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ) فينصر من يشاء ، قلّ العدد أم كثر (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ) لا يمنع عن مراده (حَكِيمٌ) في أفعاله ، يجريها على ما تقتضيه الحكمة. وإمداد الملائكة وكثرة العدد والأهب ونحوهما وسائط ، فلا تحسبوا النصر منها حقيقة ، ولا تيأسوا منه بفقدها.
واختلف في أنّ الملائكة هل قاتلت يوم بدر أم لا؟ فقيل : ما قاتلت ولكن شجّعت وكثّرت سواد المسلمين وبشّرت بالنصر ، وإلّا فملك واحد كاف في إهلاك أهل الدنيا كلّهم ، فإنّ جبرئيل أهلك بريشة من جناحه مدائن قوم لوط ، وأهلك بلاد ثمود وقوم صالح بصيحة واحدة.
وقيل : إنّها قاتلت. وروي عن ابن مسعود أنّه سأله أبو جهل من أين يأتينا الضرب ولا نرى الشخص؟ فقال : من قبل الملائكة. فقال : هم غلبونا لا أنتم.
وعن ابن عبّاس أيضا : أنّ الملائكة قاتلت يوم بدر. وفي رواية : قاتلت يوم بدر ، ولم تقاتل يوم الأحزاب ويوم حنين.
وروي : أنّ رجلا من المسلمين بينما هو يشتدّ في أثر رجل من المشركين إذ سمع صوت ضربة بالسوط فوقه ، فنظر إلى المشرك قد خرّ مستلقيا وشقّ وجهه ، فحدّث الأنصاري رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : صدقت ذلك من مدد السّماء.