أخرى مقدّرة ، نحو : خرجت مع البازي صائدا ، والصيد لا يكون حين الخروج بل بعده. أو بيان لقوله : (كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا). أو متعلّق الظرف ، والتقدير : يتعارفون يوم يحشرهم.
(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ) على إرادة القول. والمعنى : يتعارفون بينهم قائلين ذلك. أو هي شهادة من الله على خسرانهم. والمعنى : قد خسروا في تجارتهم وبيعهم الإيمان بالكفر. (وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) لطرق استعمال ما منحوا من القوى في تحصيل المعارف ، فاستكسبوا بها جهالات أدّت بهم إلى الردى والعذاب الدائم ، فما كانوا عارفين بالتجارة المربحة ، والمثمرة للسعادة الأبديّة.
(وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ) نبصّرنّك (بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) من العذاب في حياتك ، كما أراه يوم بدر (أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ) قبل أن نريك (فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ) فنريكه في الآخرة.
وهو جواب «نتوفّينّك». وجواب «نرينّك» محذوف ، مثل : فذاك. (ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ) أي : مجاز عليه. ذكر الشهادة وأراد نتيجتها ومقتضاها ، فكأنّه قال : ثمّ الله معاقب على ما يفعلون ، ولذا رتّبها على الرجوع بـ «ثمّ». أو معناه : مؤدّ شهادته على أفعالهم يوم القيامة.
(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ) من الأمم الماضية (رَسُولٌ) يبعث إليهم ليدعوهم إلى الحقّ (فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ) بالبيّنات فكذّبوه (قُضِيَ بَيْنَهُمْ) بين الرسول ومكذّبيه (بِالْقِسْطِ) بالعدل ، فأنجي الرسول وأهلك المكذّبون (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ).
وقيل : معناه لكلّ أمّة يوم القيامة رسول تنسب إليه ، فإذا جاء رسولهم الموقف ليشهد عليهم بالكفر والإيمان قضى بينهم بإنجاء المؤمن وعقاب الكافر ، كقوله : (وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) (١).
__________________
(١) الزمر : ٦٩.