لهلاكهم (إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) لا يتأخّرون ولا يتقدّمون ، فلا تستعجلوا فسيحين (١) وقتكم وينجز وعدكم.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ) الّذي تستعجلون به (بَياتاً) وقت بيات واشتغال بالنوم. وهو بمعنى التبييت ، كالسلام بمعنى التسليم. (أَوْ نَهاراً) حين كنتم مشتغلين بطلب معاشكم (ما ذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ) أيّ شيء من العذاب يستعجلونه ، وليس شيء منه يوجب الاستعجال ، فإنّ كلّه مكروه ، فلا يلائم الاستعجال؟! وهو متعلّق بـ «أرأيتم» لأنّه بمعنى : أخبروني. والمجرمون وضع موضع الضمير ، للدلالة على أنّهم لجرمهم ينبغي أن يفزعوا من مجيء الوعيد ، لا أن يستعجلوه. ويجوز ان يكون معناه التعجّب ، كأنّه قال : أي هول شديد يستعجلون منه؟
وقيل : الضمير في «منه» لله تعالى ، وتعلّق الاستفهام بـ «أرأيتم». والمعنى : أخبروني ماذا يستعجل منه المجرمون؟ وجواب الشرط محذوف ، وهو : تندموا على الاستعجال ، أو تعرفوا الخطأ فيه.
ويجوز أن يكون (ما ذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ) جوابا للشرط ، كقولك : إن أتيتك ماذا تطعمني؟ ثمّ تتعلّق الجملة بـ «أرأيتم» أو بقوله : (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ) بمعنى : إن أتاكم عذابه آمنتم به بعد وقوعه حين لا ينفعكم الإيمان. و «ماذا يستعجل» اعتراض. ودخول حرف الاستفهام على «ثمّ» لإنكار التأخير.
(آلْآنَ) تؤمنون وقد اضطررتم لحلوله. وهو على إرادة القول ، أي : قيل لهم إذا آمنوا بعد وقوع العذاب : الآن آمنتم به. وعن نافع : الآن بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على اللام. (وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ) أي : بالعذاب (تَسْتَعْجِلُونَ) تكذيبا واستهزاء.
(ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) عطف على «قيل» المقدّر (ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ)
__________________
(١) أي : سيأتي ويقرب وقتكم ، من : حان يحين أي : قرب.