المؤلم على الدوام (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) من الكفر والمعاصي.
(وَيَسْتَنْبِئُونَكَ) ويستخبرونك (أَحَقٌّ هُوَ) أحقّ ما تقول من الوعد أو ادّعاء النبوّة ، تقوله بجدّ أم باطل تهزل به. قاله حييّ بن أخطب لمّا قدم مكّة. والأظهر أنّ الاستفهام فيه على أصله ، لقوله : «ويستنبؤنك». وقيل : إنّه للإنكار. و «أحقّ» مبتدأ ، والضمير مرتفع به سادّ مسدّ الخبر ، أو خبر مقدّم ، والجملة في موقع النصب بـ «يستنبؤنك».
(قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ) إنّ العذاب لكائن لا شكّ فيه ، أو ما ادّعيته لثابت.
وقيل : كلا الضميرين للقرآن. و «إي» بمعنى «نعم» وهو من لوازم القسم ، كما كان «هل» بمعنى «قد» في الاستفهام خاصّة ، ولذلك يوصل بواوه في التصديق فيقال : إي والله ، ولا يقال : إي وحده. (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) فائتين العذاب ، وهو لاحق بكم لا محالة.
(وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ) صفة نفس ، أي : لكلّ نفس ظالمة بالشرك أو التعدّي على الغير (ما فِي الْأَرْضِ) من خزائنها وأموالها على كثرتها (لَافْتَدَتْ بِهِ) لجعلته فدية لها من العذاب ، من قولهم : افتداه بمعنى : فداه (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) لأنّهم بهتوا بما عاينوا ممّا لم يحتسبوه من فظاعة الأمر وهوله ، ورأوا من تفاقم الأمر ما سلبهم قواهم ، فلم يطيقوا عنده بكاء ولا صراخا ، ولم يقدروا أن ينطقوا سوى إسرار الندامة في القلوب.
وقيل : أسرّ الرؤساء منهم الندامة من أتباعهم ، حياء منهم وخوفا من توبيخهم.
وقيل : أسرّوا الندامة أخلصوها ، لأنّ إخفاءها إخلاصها ، أو لأنّه يقال : سرّ الشيء لخالصته ، من حيث إنّها تخفى ويضنّ بها.
وقيل : معناه : أظهروها ، من قولهم : أسرّ الشيء وأشرّه إذا أظهره. فهو من