(يا أَبَتِ) أصله : يا أبي ، فعوّض عن الياء تاء التأنيث ، لتناسبهما في الزيادة ، ولذلك قلبها هاء في الوقف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب. وكسرها ، لأنّها عوض حرف يناسب الكسرة ، إلّا ابن عامر فإنّه فتحها في كلّ القرآن ، لأنّها حركة أصلها ، أو لأنّه كان : يا أبتا ، فحذف الألف وبقي الفتحة. وإنّما جاز : يا أبتا ، ولم يجز : يا أبتي ، لأنّه جمع بين العوض والمعوّض. وإنّما لم تسكن التاء كأصلها ، وهو : يا أبي ، لأنّ التاء حرف صحيح نزّل منزلة الاسم ، فيجب تحريكها ، ككاف الخطاب.
(إِنِّي رَأَيْتُ) من الرؤيا لا من الرؤية ، لقوله : (لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ) ، وقوله : (هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ). (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ).
روي عن جابر أنّ يهوديّا جاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «أخبرني يا محمّد عن النجوم الّتي رآهنّ يوسف. فسكت ، فنزل جبرئيل فأخبره بذلك. فقال : إن أخبرتك فهل تسلم؟ قال : نعم. قال عليهالسلام : جريان ، والطارق ، والذيّال ، وقابس ، وعمودان ، والفليق ، والمصبح ، والضروح ، والفرغ ، ووثاب ، وذو الكتفين ، رآها يوسف عليهالسلام ، والشمس والقمر نزلن من السماء وسجدن له. فقال اليهوديّ : إي والله إنّها لأسماؤها».
وعن ابن عبّاس : أنّ يوسف رأى في المنام ليلة الجمعة ليلة القدر أحد عشر كوكبا نزلن من السماء فسجدن له ، ورأى الشمس والقمر نزلا من السماء فسجدا له ، فالشمس والقمر أبواه ، والكواكب إخوته الأحد عشر.
وقيل : الشمس أبوه ، والقمر خالته ، وذلك أنّ أمّه راحيل قد ماتت.
ويجوز أن يكون الواو في «والقمر والشمس» بمعنى «مع» أي : رأيت الكواكب مع الشمس والقمر. وأخّر الشمس والقمر ليعطفهما على الكواكب على طريق الاختصاص ، بيانا لفضلهما واستبدادهما بالمزيّة على غيرهما من الطوالع ،