فإنّها جمع صنو (١) ، وهي النخلة الّتي لها رأسان وأصلهما واحد (وَغَيْرُ صِنْوانٍ) ومتفرّقات مختلفات الأصول. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحفص : زرع ونخيل وصنوان وغير صنوان بالرفع عطفا على «جنّات». وقرأ حفص : صنوان بالضمّ. وهو لغة تميم ، كقنوان (٢) جمع قنو.
(يُسْقى) ما ذكر من الأعناب والزروع والنخيل المختلفة (بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ) في الثمر شكلا وقدرا ورائحة وطعما. وذلك أيضا من أوضح الدلالات على الصانع الحكيم ، فإنّ اختلافها مع اتّحاد الأصول والأسباب لا يكون إلّا بتخصيص قادر مختار. وقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب : يسقى بالتذكير ، على تأويل : ما ذكر. وقرأ حمزة والكسائي : يفضّل بالياء ، ليطابق قوله : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ).
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ) دلالات (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) يستعملون عقولهم بالتفكّر فيها ، ويستدلّون بها.
روي عن جابر قال : «سمعت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لعليّ عليهالسلام : الناس من شجر شتّى ، وأنا وأنت من شجرة واحدة. وقرأ : (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ) الآية».
(وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٥) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ (٦) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (٧))
__________________
(١) الصنو : إذا خرجت نخلتان أو أكثر من أصل واحد فكلّ واحدة منها صنو ، وجمعها : صنوان.
(٢) القنو : العذق ، وهو من النخل كالعنقود من العنب ، وجمعه : قنوان.