النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ لو أراد الجمع لقال : ذوي القربى.
وفيه نظر ، لجواز إرادة الجنس.
قوله : إذ لو كان المراد جميع قرابات بني هاشم ، لزم أن يكون ما عطف عليه ـ أعني : اليتامى والمساكين وابن السبيل ـ من غيرهم لا منهم ، لأنّ العطف يقتضي المغايرة.
وأجيب بجواز عطف الخاصّ على العامّ ، لمزيد فائدة ووفور عناية. فالأولى حينئذ الاعتماد في هذه المحتملات على بيانه عليهالسلام ، وبيان الأئمّة بعده.
وفي الآية المذكورة من التوكيد ما ليس في غيرها ، فإنّه صدّرها بالأمر بالعلم ، أي : تحقّق عندكم ذلك حتّى إنّه لم يرد لها ناسخ اتّفاقا. ثمّ أتى بـ «أنّ» المؤكّدة في موضعين. ثمّ قال : (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ) وهو متعلّق بمحذوف دلّ عليه «واعلموا» أي : إن كنتم آمنتم بالله فاعلموا أنّه جعل الخمس لهؤلاء ، فسلّموه إليهم ، واقطعوا عنه أطماعكم ، واقتنعوا بالأخماس الأربعة الباقية ، فإنّ العلم للعمل ، فإذا أمر به لم يرد منه العلم المجرّد ، لأنّه مقصود بالعرض ، والمقصود بالذات هو العمل.
(وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا) معطوف على «بالله» أي : إن كنتم آمنتم بالله وبالمنزل على عبدنا من الآيات والملائكة والنصرة (يَوْمَ الْفُرْقانِ) يوم بدر ، فإنّه فرّق فيه بين الحقّ والباطل (يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) المسلمون والكفّار ، بدل منه (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فيقدر على نصر القليل على الكثير ، والإمداد بالملائكة.
عن الكلبي : أنّها نزلت ببدر. وقال الواقدي : نزل الخمس في غزوة بني قينقاع بعد بدر بشهر وثلاثة أيّام ، للنصف من شوّال ، على رأس عشرين شهرا من الهجرة.
(إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا) من المدينة. وهو بدل ثان من (يَوْمَ الْفُرْقانِ).