بالبركات في الدنيا والآخرة.
وأمّا الشجرة فكلّ شجرة مثمرة طيّبة الثمار ، كالنخلة وشجرة التين والعنب والرمّان ، وغير ذلك. وعن ابن عبّاس : شجرة في الجنّة.
وروى ابن عقدة عن الباقر عليهالسلام : «أنّ الشجرة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفرعها عليّ عليهالسلام ، وعنصر الشجرة فاطمة عليهماالسلام ، وثمرتها أولادها ، وأغصانها وأوراقها شيعتنا». ثمّ قال : «إنّ الرجل من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة ، وإنّ المولود من شيعتنا ليولد فيورق مكان تلك الورقة ورقة».
وروي عن ابن عبّاس قال : قال جبرئيل عليهالسلام للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت الشجرة ، وعليّ غصنها ، وفاطمة ورقها ، والحسن والحسين عليهماالسلام ، ثمارها ، وشيعتكم أوراقها.
وقيل : إنّه سبحانه شبّه الإيمان بالنخلة ، لثبات الإيمان في قلب المؤمن كثبات النخلة في منبتها. وشبّه علوّ مرتبة الإيمان عند الله بارتفاع فروع النخلة.
وشبّه ما يكسبه المؤمنون من بركة الإيمان وثوابه في كلّ وقت وحين ، بما ينال من ثمرة النخلة في أوقات السنة كلّها ، من الرطب والتمر.
وقيل : إنّ معنى قوله : (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها) ما يفتي به الأئمّة من آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وشيعتهم في الحلال والحرام.
(وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ) استؤصلت وأخذت جثّتها بالكلّية (مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ) لأنّ عروقها قريبة منه (ما لَها مِنْ قَرارٍ) استقرار. يقال : قرّ الشيء قرارا ، كقولك : ثبت ثباتا ، في مقابلة قوله : «أصلها ثابت». شبّه بها القول الّذي لم يعضد بحجّة ، فهو داحض غير ثابت. وهذه الكلمة كلمة الشرك ، والدعاء إلى الكفر ، وتكذيب الحقّ ، أو كلّ كلمة مضلّة على العموم. وفسّرت الشجرة بالحنظلة والكشوث (١). وعن الباقر عليهالسلام : أنّها بنو أميّة.
__________________
(١) الكشوث : نبات طفيليّ ، لا جذر له ولا ورق ، يلتفّ بأغصان الشجر.