وحفصةٌ من بعدها وعائشه |
|
تعيذها من كل عينِ طائشه |
تقول يا خير نساءِ البشرِ |
|
ومن لها وجهٌ كوجهِ القمرِ |
ودخلت في بيتها الصغيرِ |
|
قرينةً للبطلِ الأميرِ |
فراشُها حشو إهابٍ ليفي |
|
ومِطهرٌ من خزف نظيفِ (١) |
وجرةٌ خضراء مع كوزانِ |
|
وشملةٍ بيضاء من قطوانِ |
ومخضبٌ من النحاسِ الاصفرِ |
|
وستُر صوفٍ وحصيرٍ « هجري » |
وعلقت في الحجرةِ البهيه |
|
قطيفةٌ سوداء خيبريه |
بساطةٌ جللها الفخارُ |
|
وأسرةٌ باركها المختارُ |
ودوحةٌ قدسيةُ العطاءِ |
|
ثمارُها من أعظم الأبناءِ |
« الحسنان » أُردفا « بزينبِ » |
|
وأمُّ كلثوم سليلةُ النبيّ |
يا أُسرةً أعطت إلى الايمانِ |
|
أرواحَها على مدى الزمانِ |
قتلا وتشريداً وتضحياتِ |
|
من الأُلى والسادةِ الأُباةِ |
أبناءُ فاطمِ حماةُ الدينِ |
|
وكهفُ كلِّ صادق أمينِ (٢) |
منها تعلّموا دروسَ الصبرِ |
|
من يوم يولدون حتى القبرِ |
فصبرها ليس له مثيلُ |
|
بكى على محنتها « جبريلُ » |
أَول حزن فقدُها لاُمها |
|
في الشِعب وافتقادُها لعمِّها |
والخطبُ كلُّ الخطب في فقدانِها |
|
وجهَ أبيها وعُرى بنيانِها |
فقد غدت من بعده مكلومه |
|
مبعدةً عن حقّها مهضومه |
إذ غُصبت نحلتها وهي « فدك » |
|
وما درى الغاصبُ أنّه هلك |
__________________
(١) أشارة الى مهر فاطمة الذي أصبح سنة للمؤمنين وهو ما يعادل اربعمائة وثمانين درهماً من الفضة.
(٢) أبناء فاطمة عليهاالسلام هم أئمة المسلمين وقادة الدين حماة الشرع والأدلاء على النهج القويم.