بأنني ورثتكم في غيبتي |
|
كتابَ ربي صادقاً وعترتي |
فهاهما والله لن يفترقا |
|
حتى يجيئا حوضي المصدَّقا |
وشبَّ في حضنِ النَّبيِّ المُصطفى |
|
يَسمعُ جبريلَ وأسرارَ الخَفا (١) |
يستلهمُ الآياتِ والنُّبُوَّهْ |
|
والصَّبرَ والحِكمةَ والفُتُوَّهْ |
حَتَّى غَدا في مَضربِ الأمثالِ |
|
وقُدوةَ التأريخِ والأَجيالِ (٢) |
* * *
__________________
(١) وردت عن رسول الله صلىاللهعليهوآله الكثير من الأحاديث التي يذكر فيها فضل الإمام الحسن وأخيه الحسين عليهماالسلام ومكانتهما في الإسلام منها : « هاذان ريحانتاي من الدُّنيا مَن أحبّني فليحبهما » ، وروى أنس بن مالك قال : « سُئِل رسول الله صلىاللهعليهوآله : أي أهل بيتك أحبّ إليك ؟ قال : الحسن والحسين ». وقال في حديث آخر : « الحسن ريحانتي من الدُّنيا ».
وقال أيضاً : « مَن آذى هذا فقد آذاني ومَن آذاني فقد آذى الله ». وأشار إلى الحسن عليهالسلام.
(٢) درج الحسن عليهالسلام في بيت الوحي والنبوّة فشبّ في أجواء الرِّسالة ، ينهل من معينها الصافي ، ويحظى برعاية جدّه المصطفى ، فغدا زين الشباب ، فتوّة ، وشجاعة ، ومروءة ، وجوداً ، وكرماً ، وزاد من هيبته أنّه كان أشبه الناس برسول الله صلىاللهعليهوآله خَلقاً وخُلقاً. فعُرف بالصّبر والحِلم وسماحةِ النفس وغير ذلك من مكارم الأخلاق التي تميّز بها أهل البيت عما سواهم فكانوا المثل الأعلى لأخلاق القرآن ، حتّى وصفهم المؤرِّخون وعلماء الإسلام ، أنّهم قرآن يمشي على الأرض.