وقد رثاه نجلهُ الامامُ |
|
في خطبةٍ وصحبُهُ قيامُ |
أطرى بها سابقةَ الجهادِ |
|
لدى « علي » الفخر والرشادِ |
مذكّراً بفضله وفعله |
|
وسابقاته وحق أهلهِ |
حتى بكى الناس وسالت أدمعُ |
|
وعرفوا من فقدوا وضيعوا (١) |
* * *
__________________
دوره في بناء الدولة والمجتمع الإسلامي ، فاتّخذ من المسجد الأعظم مقرّاً لحكمه الذي تميّز بالعدل والمساواة بين النّاس والإحسان إلى الفقراء والمساكين ، وإعادة الأمّة إلى نهجها الأصيل ومنابعها الرسالية الأولى وتذكيرها بسيرة رسول الله صلىاللهعليهوآله.
لكنّ الخوارج ومن يشاركهم العداء للإمام ونهجه الحق ، تآمروا على إرتكاب أبشع جريمة في تأريخ الإسلام ، وهي إغتيال الإمام علي عليهالسلام في ليلة القدر في محراب صلاته في مسجد الكوفة ، حيث كانت الجريمة على يد الخارجي اللّعين « عبد الرحمان بن ملجم » في رواية معروفة في كتب التاريخ ، وعندما وقع السيف على رأسه الشريف قال قولته الخالدة التي لم يقلها أحد قبله ولا بعده : « فُزتُ وربّ الكعبة ».
(١) بعد شهادة الإمام علي عليهالسلام بايع المسلمون ولده الإمام الحسن عليهالسلام في ظروف صعبة وحزن عميق لفّ الكوفة وخيم نفوس أهلها بالأسى ، وقد وقف الإمام الحسن عليهالسلام خطيباً في الناس فألقى خطبته الشهيرة التي أبّن فيها والده الفقيد العظيم بقوله : « لقد قُبِض في هذه اللّيلة رجل لم يسبقه الأوّلون ، ولا يدركه الآخرون ، لقد كان يجاهد مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فيقيه بنفسه ، ولقد كان يوجهه برايته ، فيكتنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره فلا يرجع حتّى يفتح الله عليه ، ولقد توفي في هذه اللّيلة التي قُبِض فيها موسى بن عمران ورفع بها عيسى بن مريم وأُنزل القرآن ، وما خلّف صفراء ولا بيضاء إلّا سبعمائة درهم من عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله ». اليعقوبي ٢ / ١٦٠ ، ومقاتل الطابيين ٣ / ١٦.
وكان أوّل عمل قام به الإمام الحسن عليهالسلام هو استكمال نهج أبيه في مقاومة الإنحراف ومواجهة تحدِّيات البغاة في الشام ، فأراد أن يعيد بناء الجيش وتعبئة المقاتلين فزاد في عطائهم ، لكن استجابتهم كانت ضعيفة في حين كان معاوية يجهز جيشاً قوياً استعداداً للزحف نحو العراق.
=