مصادرها فيما تبقى روحه وشخصيته تواقة إلى سماع الشعر ومناغمة الأناشيد ، الأمر الذي يجعل واقعة كربلاء قريبة متفاعلة مع وجدانه وأحاسيسه.
كما حرصت أن تأتي هذه الملحمة شاملة وتفصيلية لكل وقائع الثورة وظروفها بما في ذلك أسماء الرجال والأمكنة ، استناداً إلى أشهر المصادر التاريخية القديمة مثل تاريخ الطبري ، واليعقوبي ، وغيرهما ، والحديثة مثل أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ، ونهضة الحسين لأسد حيدر ، وحياة الإمام الحسين للشيخ باقر شريف القرشي ، ومثل الحسين للسيد عبد الرزاق المقرم ، وأنصار الحسين للشيخ محمد مهدي شمس الدين ، وغيرها من الكتب والمصادر المتوفرة في مكتبة مؤسسة دار الإسلام في لندن.
والله يعلم كم كنت أعاني من صعوبة المحافظة على نصوص المقتل وانسجامها مع الوزن والقافية وهو أمر يعرفه من مارس مثل هذه التجربة . ولا أدّعي أنني أحطتُ بكامل أحداث الثورة ووقائعها ، لكنّني آمل من الأدباء والخطباء الأعزاء ومن جميع المهتمين بالبحث التاريخي بشكل عام وبثورة الحسين عليهالسلام على وجه الخصوص أن يوافوني مشكورين بملاحظاتهم وآرائهم الصائبة ليتسنى لي تداركها في طبعات قادمة إن شاء الله.
هو الحسين قافية الشعر الغضّ الطري ، فلا ينقضي عجبي من شاعر لا يعرف لحنها ولا يجيد إيقاعها ، وأحسب أن جميع دواوين الشعر تظلُّ بتراء ما لم تضم حرف الحسين ، أما أنا فحسبي من هذه الملحمة أن تكون فصلاً ممزوجاً بالدموع وجزءاً موصولاً بذلك الحرف المقدّس.
والكمال لله وحده وهو حسبي عليه توكلت وإليه أُنيب.