وواصلَ القتالَ مثلَ جدِّهِ |
|
مُهرولاً بسيفهِ لِندِّهِ |
فجاءَهُ مِنْ خلفهِ « ابنُ العبدي » |
|
وسدَّدَ الرمحَ لهُ عنْ بُعْدِ |
بطعنة جبانة قَتّالَهْ |
|
أفجَعَ فيها المصطفى وآلَهْ |
فأَسرعَ الحصانُ فيهِ للعِدا |
|
فقطعوهُ بالسيوفِ بدَدا |
فصاحَ يا أبي سلامٌ مِنّي |
|
عليكَ ، هذهِ جنانُ عدنِ |
هذا رسولُ اللهِ قدْ سَقاني |
|
بشربة نِلْتُ بها الأماني |
فجاءَهُ الحسينُ يَبكي حُزْنا |
|
يَقولُ : قَدْ فُزْتَ بها وفُزْنا |
لَهْفي على النساءِ لما سمِعَتْ |
|
قلوبُها منْ حُزْنها تقطّعَتْ |
فصِحْنَ وا جَدّاهُ وا محمّدا |
|
هذا عليٌّ نهبُ أسيافِ العِدا |
فاحتسبَ الحسينُ في بكاءِ |
|
أولَ مقتول منَ الأبناءِ (١) |
* * *
__________________
(١) علي الأكبر : هو علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهالسلام وُلد في الحادي عشر من شهر شعبان عام ٣٣ هـ.
كان آية في الهيبة والجمال ، وكان أشبه الناس برسول الله صلىاللهعليهوآله يُكنّى بأبي الحسن ، وقيل انّه كان متزوِّجاً من أمِّ ولد ، وأمّه ليلى بن أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي ، وهو أوّل مَن قُتِلَ من بني هاشم ، وله من العمر سبعة وعشرون سنة.