__________________
=
الى خير ويعوضكم عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة فلا تشكو ولا تقولوا بالسنتكم ما ينقص من قدركم.
وهنا صاح عمر بن سعد بالجيش : ويحكم اهجموا عليه ما دام مشغولاً بنفسه وحرمه والله ان فرغ لكم لامتاز ميمنتكم عن ميسرتكم ، فحملوا عليه يرمونه بالسهام حتى تخالفت السهام بين اطناب المخيم ، فحمل عليهم كالليث الغضبان فلا يلحق أحداً الا بعجه بسيفه فقتله والسهام تأخذه من كل ناحية وهو يتقيها بصدره ونحره.
ورجع الى مركزه وهو يثر من قول : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
وطلب في هذا الحال ماءا فقال الشمر : لا تذوقه حتى ترد الماء وناداه رجل : يا حسين الا ترى الفرات ؟ فلا تشرب منه حتى تموت عطشا فقال الحسين عليهالسلام : اللهم آمته عطشا ، فكان ذلك الرجل يطلب الماء فيؤتى به فيشرب حتى يخرج من فيه وما زال كذلك الى أن مات عطشا.
وهنا رماه ابو الحتوف الجعفي بسهم في جبهته فنزعه وسالت الدماء على وجهه فقال : اللهم انك ترى ما انا فيه من عبادك العصاة ، اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تذر على وجه الارض منهم احدا ولا تغفر لهم ابدا.
وصاح بصوت عال : يا أمة السوء بئسما خلفتم محمدا في عترته اما انكم لا تقتلون رجلاً بعدي فتهابون قتله ، بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم إياي ، وأيم الله اني لارجو ان يكرمني الله بالشهادة ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون.
فقال حصين : ورما ينتقم لك منا يا ابن فاطمة ؟ قال يلقي بأسكم بينكم ويسفك دماءكم ثم يصب عليكم العذاب صبا.