( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ).
إنّه الانسان ، بيده أن يغرس ليورق أشجاراً من العطاء ولينشر إخضرار الحق والإحسان فيما حوله .. وبيده أن يقتلع الأزهار ، ليزرع الشوك ، وبيده يضرم النار فيما حوله ، فينتهي إلى ظلمات فوقها ظلمات ومصيره إلى النار.
وهو الانسان في كل زمان ومكان .. أعطاه الله تعالى العقل والوعي والإدراك وعرّفه سبل الخير والشر ، وترك له الاختيار ووضعه أمام الاختبار الصعب ، فالسعيد مَن انتصر على أهوائه ونوازعه الضيقة ، وغلّب قيم الحق ، والعدل ، واتخذ القرار الحكيم بإرادة ثابتة في طريق الهدى اللاحب .. والشقي مَن ضعف فتردّى وانهار أمام نزعات النفس ونداء الباطل ، فعاش الضياع وانتهى إلى الموت وإن كان حياً بين الناس.
هذا النموذج رافق الانسانية منذ البداية وسيستمر إلى ما شاء الله ، صراع بين الحق والباطل ، بين قيم الخير وأساليب الشر ، بين الهدى والضلال ، والقرار بيد الانسان وله أن يختار بين خط الحسين وبين خط يزيد.
و « مؤسسة دار الاسلام » إذ تصدر هذا الجزء من ملحمة « قوافل النور » تتمنّى على الجيل الإسلامي الواعد أن ينهل من معين تاريخ أهل البيت عليهمالسلام الدروس والعبر والقوّة ، ما يعينه على تخطي عقبات الطريق الكأداء ، التي يُحاول أعداء الإنسانية أن يضعوها بين خطاه لكي ينكفيء إلى الوراء قلقاً مهزوماً :
( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ).
فسلام على السجاد زين العابدين في الاولين والآخرين.
وسلام عليه في سجل الخالدين.
والحمد لله رب العالمين.