أَجسادهُم كانت بلا رُؤوسِ |
|
مذ دارت المنونُ بالكؤوسِ |
وشاهدت زينبُ في الرمالِ |
|
جسمَ أخيها داميَ الأوصالِ |
فهتفت هذا الحسينُ في العَرا |
|
يا جدُّ لم يدنُ لهُ أهلُ القُرى (١) |
ونَدبت في حُرقةٍ أَباها |
|
وحمزةً وحسناً أَخاها |
وأُمّها الزّهراءَ بنتَ المصطفى |
|
وآلَ هاشمٍ رجالاتِ الوفا |
* * *
__________________
(١) بعد مقتل الحسين عليهالسلام وحرق خيامه وسلب عياله ، قرّر الجيش الأموي بقيادة عمر بن سعد أن تقطع الرؤوس ، وتسبى النساء والأطفال ، وتحملهم النياق الهزّل بغير وطاء ، وتتّجه بهم نحو الكوفة حيث ينتظرهم عبيد الله بن زياد والي الكوفة ، فمرّت القافلة على أرض المعركة.
قال الخوارزمي في مقتله : فقالت النسوة : بالله عليكم إلّا ما مررتم بنا على القتلى ، ولمّا نظرت زينب إلى القتلى صاحت : يا محمداه ! هذا حسين بالعراء ، مرمل بالدماء ، مقطّع الأعضاء وبناتك سبايا ، فأبكت كل عدو وصديق ، ثمّ ألقت بنفسها على الأرض وبسطت يديها تحت جسده الشريف ودفعته نحو السماء وقالت : إلهي تقبّل منّا هذا القربان.
وما أجمل قول الشيخ الأوردبادي رحمة الله ، وهو يصف دور زينب في واقعة كربلاء بقوله :
وتشاطرت هي والحسين بدعوة |
|
حتم القضاء عليهما ان يندبا |
هذا بمشتبك النصول وهذه |
|
في حيث معتركِ المكارِه في السبا |