« يا صيحةً تُحمد من صوائحِ |
|
ما أهونَ النوحِ على النوائح » (١) |
__________________
(١) قال ابن نما وابن طاووس : لمّا سمعت زينب بنت علي عليهالسلام يزيد يتمثل بأبيات الشاعر ابن الزبعري التي ذكرناها في هامش سابق ، وقفت وقالت : الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على رسوله وآله أجمعين ، صدق الله سبحانه حيث يقول : ( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى? أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ).
أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض ، وآفاق السماء ، فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أن بنا على الله هواناً ، وبك عليه كرامة وإن ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، جذلان مسروراً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة ، والأمور متسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا ، فمهلاً مهلا ، أنسيت قول الله تعالى : ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) آل عمران / ١٧٨.
أمن العدل يا ابن الطلقاء ، تخديرُك حرائَرك وإماءَك ، وسوقُك بناتِ رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهنّ ، وأبديت وجوهنّ تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهنّ أهلُ المناهل والمعاقل ، ويتصفّح وجههنّ القريبُ والبعيد ، والدنيّ والشريف ، ليس من حماتهنّ حميّ ولا من رجالهنّ ولي ، وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه الأزكياء الأزياء ، ونبت لحمه من دماء الشهداء ، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت منَ نظر إلينا بالشنف والشنآن ، والإحن والأضغان ، ثمّ تقول غير متأثم ولا مستعظم :
لأهلّوا واستهلّوا فرحاً |
|
ثمّ قالوا يا يزيد لا تشل |
منحنياً على ثنايا أبي عبد الله سيّد شباب أهل الجنّة تنكتها بمخصرتك وكيف لا تقول ، وقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة ، بإراقتك دماء ذريّة محمد صلىاللهعليهوآله ونجوم الأرض من آل عبد المطلب ، وتهتف بأشياخك زعمت أنّك تناديهم فلتردن وشيكاً موردهم ولتودن أنّك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت ، أللهمّ خذ لنا بحقّنا ، وانتقم ممّن ظلمنا ، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا ، وقتل حماتنا.
فوالله ما فريت إلّا جلدك ، ولا حززت
إلّا لحمك ، ولتردن على رسول الله صلىاللهعليهوآله بما تحملت من سفك دماء ذريّته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، حيث يجمع الله شملهم ويلم
=