واعتنق الإمامَ في نحيبِ |
|
والكلُّ منهم صاحَ يا حبيبي |
قال علي ها هنا يا جابرُ |
|
قد قتِلَ السَّبطُ الإمامُ الطاهرُ |
وها هنا قد قُتِلتْ رجالُنا |
|
وهاهنا قد سُبِيت نساؤنا |
وها هنا قد أَحرقوا الخياما |
|
وها هنا قد ذبحوا الاسلاما |
وها هنا قد هُتِكت خدورُ |
|
وها هنا قد قُطعت نحورُ |
وها هنا شُرّدتِ الأطفالُ |
|
وها هنا رُوّعتِ العيالُ |
ثمّ تعالت صرخاتُ النسوه |
|
لما تذكّرن مصابَ الإخوه |
ومكثوا ثلاثةً في كربلا |
|
وبعدها ثقلُ الإمامِ ارتحلا |
وذاك في العشرين من شهر صفرْ |
|
فصار ذكرى كلّما عاد ومرْ (١) |
__________________
(١) يذكر كثير من الكُتّاب وأرباب
المقاتل أنّ قافلة السبايا وقبل وصولها إلى المدينة انعطفت نحو العراق ، حيث كربلاء وذكريات الطفّ الأليمة. وحين بدت لهم معالم القبور
الطاهرة وتنسموا عبير الحسين عليهالسلام وأهل بيته تدفقت المقل بالدموع ورمت النساء بأنفسهنّ على ذلك الصعيد المعطر بدماء الشهادة. فكثر الصراخ والعويل ، وبقوا ثلاثة
أيام يندبون الحسين حتى بحّت الأصوات وتفتّتت القلوب. كما تذكر بعض المصادر أنّ الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري قد تشرّف بزيارة قبر الحسين عليهالسلام
فالتقى به الإمام السجاد عليهالسلام هناك وحدّثه عمّا جرى على أهل البيت عليهمالسلام من محن ورزايا وخطوب وهو حديث يدمي القلوب بالحسرات. وبهذا يعد جابر الأنصاري أوّل زائر لقبر الحسين عليهالسلام حيث وقف على قبره وأجهش بالبكاء وهو يقول : يا حسين ، يا حسين ، يا حسين ، ثمّ قال : حبيب لا يجيب حبيبه وأنّى لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك وفرّق بين رأسك وبدنك أشهد أنّك ابن خاتم النبيين ، وابن سيّد المؤمنين ، وابن
حليف وسليل الهدى ، وخامس أصحاب الكساء ، وابن سيّد النقباء ، وابن فاطمة سيّدة النساء .. وما لك لا تكون كذلك وقد غذتك كف سيّد المرسلين ، وربيتَ في حجر المتقين
ورضعت من ثدي الإيمان ، وفطمت بالاسلام ، فطبت حياً وطبت ميتاً غير أن قلوب
=