وخرج الإمامُ وهو ينحبُ |
|
وراح في الجمعِ الحزينِ يخطبُ |
فحمد الله وأثنى وشكرْ |
|
ثمّ مصلياً على خيرِ البشرْ |
يقول قد حل مصابٌ جللُ |
|
وثلمةٌ في الدين لا تُكتملُ |
قد قُتل الحسينُ ثمّ عترته |
|
وسبيت نباؤهُ وصيته |
ودار رأسه على البلدانِ |
|
من فوقِ رأسِ الرمحِ والسنانِ |
وقد بكتهُ في السّموات العُلى |
|
ملائكُ اللهِ وأدمعُ الملا |
والأرضُ والسماءُ والبحارُ |
|
والماءُ والجبالُ والأشجارُ |
فأيّ قلبٍ فيه لم ينصدعِ |
|
وأيٌّ أذنِ للذي صار تعي |
صِرنا ونحن الآلُ مبعدينا |
|
مقتّلين أو مشرّدينا |
بغير ذنبٍ لا ولا جريمه |
|
قد طاردتنا الزمرةُ الأثيمه (١) |
__________________
(١) يصف بعض المؤرخين لقاء الإمام السجاد عليهالسلام مع الجماهير التي استقبلته على أبواب المدينة كاليوم الذي مات فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله لكثرة البكاء والنحيب وأولاد الإمام عليهالسلام أن يحدث الناس بما جرى عليهم من عظيم الرزايا والنكبات بقتل الحسين عليهالسلام وأهل بيته فجيء له بكرسي فجلس عليهالسلام : الحمد لله ربّ العالمين ، الرّحمن الرّحيم ، مالك يوم الدين ، بادىء الخلق أجمعين ، الذي بعد فارتفع في السموات العلى ، وقرب فشهد النجوى ، نحمده على عظائم الأمور ، وفجائع الدهور ، وألم الفجائع ، ومضاضة اللواذع ، وجليل الرزء ، وعظيم المصائب الفاضعة ، الكاظة ، الفادحة ، الجائحة.
أيُّها القوم إنّ الله تعالى إبتلانا بمصائب جليلة ، وثلمة في الإسلام عظيمة ، قُتِل أبو عبد الله الحسين وعترته ، وسبيت نساؤه وصبيته ، وداروا برأسه في البلدان من فوق عالٍ السنان ، وهذه الرزيّة التي لا مثلها رزيّة.
أيُّها الناس فأي رجالات منكم يسرون بعد قتله أم أي فؤاد لا يحزن من أجله أم أيّة عين منكم تحبس دمعها ، وتضن عن انهمالها ، فلقد بكت السبع الشداد لقتله ، وبكت البحار بأمواجها. والسموات بأركانها ، والأرض بأرجائها والأشجار بأغصانها ، والحيتان في لجج البحار ، والملائكة المقرّبون ، وأهل السموات أجمعون.
=