__________________
=
اليمنى ، وأقام في اليسرى فكانت كلمات التوحيد أوّل نغم يدخل قلبه وكيانه ، بذلك بقيت لحناً خاشعاً في مناجاته وأدعيته.
وأمّا تسميته فقد أجمع المؤرخون والرواة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قد سمّى حفيده بعلي بن الحسين عليهالسلام ولقبه بزين العابدين قبل أن يخلق بعشرات السنين ، فقد روى الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري وغيره قال : كنت جالساً عند رسول الله صلىاللهعليهوآله والحسين في حجره ، وهو يداعبه ، فقال صلىاللهعليهوآله : يا جابر ! يولد له مولود اسمه علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيّد العابدين ، فيقوم ولده ، ثمّ يولد له ولد اسمه محمّد فإن أدركته يا جابر فأقرئه منّي السلام.
وأذاع جابر هذا الحديث ، كما أدرك الإمام محمداً الباقر عليهالسلام وبلغه هذه التحية من جدّه الرسول صلىاللهعليهوآله فتلقاها الإمام بمزيد من الغبطة والسرور. كما نذكر ذلك إن شاء الله في القسم السابع من هذه الملحمة حول الإمام الباقر عليهالسلام.
وأمّا كنيته فهي أبو الحسين ، وأبو الحسن ، وأبو محمد ، وأبو عبد الله ، وكان له عليهالسلام عدّة ألقاب فهو : زين العابدين ، سيّد العابدين ، ذو الثفنات ، السجّاد ، الزكي ، الأمين ، وابن الخيرتين ، ولا شك أن هذه الألقاب والصفات تحكي خصائص شخصيته المباركة وسمات نفسيته العالية في الروح والإخلاص والحب والتضحية والوفاء والعطاء الذي ليس له انقطاع.