__________________
=
وقد تفاعل السم في جسم الإمام عليهالسلام فأخذ يعاني أشدّ الآلام وأقساها فبقي عليهالسلام أياماً طريح الفراش يبث شكواه إلى الله ويدعو لنفسه بالمغفرة والرضوان ، ويوصي أهل بيته بالصبر والتقوى خصوصاً ولده محمد الباقر عليهالسلام الذي حمل لواء الإمامة بعده فكان الوصي والوارث من بعده في قيادة الأمة والدفاع عن رسالتها الإسلامية.
وهكذا انطوت صفحات عصر الإمام زين العابدين عليهالسلام فودع الدنيا راحلاً إلى الله نقي الثوب وضاح الجبين. فجهز وكفن وحمل نعشه على الأعناق فدفن في مقبرة البقيع إلى جنب عمّه الإمام أبي محمد الحسن المجتبى عليهالسلام. ولكن أفكاره وأهدافه بقيت حيّة تزخر بالعطاء والنماء تحرك التاريخ وتوقض النفوس وتقارع الظالمين.
فسلام عليك سيّدي أيُّها السجاد ، يا علي بن الحسين ، أيُّها الرّاحل العظيم. ولمزيد الفائدة فإنّنا نثبت رسالة الحقوق بنصها الكامل باعتبارها أعز وثيقة انسانية ودستورية في ملحق هذه الهوامش.
والله ولي التوفيق.
والحمد لله ربّ العالمين