__________________
=
شخصيتهم ، فلقد كان المشروع الأموي في زمانه يتمثل في إشاعة الجهل والتحريف الفكري في حياة الأمّة ، فكان دور الباقر عليهالسلام هو تعطيل هذا المشروع الظالم وحماية الفكر والوعي الاسلامي من الخطط المبرمجة التي تشوه الاسلام ، وتزور مفاهيمه وأحكامه ... فاتخذ عليهالسلام من المسجد النبوي الشريف منطلقاً لمدرسته الفكرية فتحلّق حوله العلماء والفقهاء والفلاسفة ينهلون من نمير علمه الصافي ، فحدّث في التفسير والحديث والفقه ودرّس في الفلسفة والكلام والفلك ، وردّ على الزنادقة والملاحدة بدليل العقل والنقل وبأسلوب أخلاقي حكيم ومؤثر ، وهكذا أصبح قطب الرحى للفكر الاسلامي ومدار الحكمة والعلم للعلماء والفقهاء وطلّاب الحقيقة. حتى أننا نستطيع أن نقول أنّ حياة الإمام الباقر عليهالسلام كانت مدرسة ثرة العطاء الخالدة في تاريخ الأمّة الاسلامية وحركتها الفكرية والسياسية ، وما علم الجفر وهو : الكتب والعلوم الخاصة بأهل البيت عليهمالسلام المدونة على جلد العنز وعلم الجامعة الذي ورثوه من آبائهم إلّا نماذج علمية لضخامة دور الإمام الباقر وغزير عطائه الثقافي في حياة الأمّة الاسلامية.