واضرب دراهماً بذكرِ الهادي |
|
وسورةِ التوحيد للعبادِ |
وامنعهمُ عن سكةِ الغريبِ |
|
وعملةِ التثليثِ والصليبِ |
فعجب الناسُ من الإمامِ |
|
وقيل :هذا رائدُ الاسلامِ |
وانتهت المعضلةُ المخيفه |
|
واغتمَّ في أحقاده الخليفه |
ورجع الإمامُ للمدينه |
|
من بعدِ حلِ أزمةٍ لعينه |
كادت بأن تُديَ بالاسلامِ |
|
لولا بيانُ حكمةِ الإمامِ (١) |
__________________
(١) كان للإمام الباقر عليهالسلام الدور الأكبر في مواجهة التحديات الصعبة التي تواجه الأمّة ، فهو الملاذ الذي يلجأ إليه المسلمون في المواقف الصعبة.
وكانت مشكلة النقد الاسلامي في عصره من أخطر المشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي واجهت الدولة الاسلامية في عصره ، فقام الإمام أبو جعفر الباقر عليهالسلام بأعظم خدمة للأمّة الاسلامية عبر الزمن ، فقد حرّر النقد من التبعية للامبراطورية الرومية ، حين كان النقد يُصنع هناك ويحمل شعار الروم النصارى ، وقد جعله الإمام مستقلاً بنفسه ، يحمل الشعار الاسلامي ، وقطع الصلة بينه وبين الروم المسيحيين.
أمّا قصة ذلك كما جاء في كتاب الإمام الباقر عليهالسلام من موسوعة أعلام الهداية الصادر عن المجمع العالمي لأهل البيت ، فهي أن عبد الملك بن مروان نظر إلى قرطاس قد طرز بمصر فأمر بترجمته إلى العربية ، فترجم له ، وكتب عليه الشعار المسيحي « الأب والابن والروح » فأنكر ذلك ، وكتب إلى عامله على مصر عبد العزيز بن مروان بإبطال ذلك وأن يحمل المطرزين للثياب والقراطيس وغيرها على ان يطرزها بشعار التوحيد ، ويكتبوا عليها « شهد الله أنّه لا إله إلّا هو » وكتب إلى عمّاله في جميع الآفاق بإبطال ما في أعمالهم من القراطيس المطرزة بطراز الروم ومعاقبة من وجد عنده شيء بعد هذا النهي.
وقام المطرزون بكتابة ذلك ، فانتشرت
في الآفاق وحملت إلى الروم ، ولمّا علم ملك الروم بذلك انتفخت أوداجهُ ، واستشاط غيظاً وغضباً وكتب إلى عبد الملك أن عمل القراطيس بمصر ، وسائر ما يطرز إنّما يطرز بطراز الروم إلى أن أبطلته ، فإن كان من تقدمك من
الخلفاء قد أصاب فقد أخطأت ، وإن كنت قد أصبت فقد أخطأوا. فاختر من هاتين الحالتين أيّهما شئت وأحببت ، وقد بعثت إليك بهدية تشبه محلك ، وأحببت أن تجعل رد
=