__________________
=
والدنانير ، وتجعل النقش سورة التوحيد وذكر رسول الله صلىاللهعليهوآله أحدهما في وجه الدرهم ، والآخر في الوجه الثاني ، وتجعل في مدار الدرهم والدينار ذكر البلد الذي يضرب فيه والسنة التي يضرب فيها ، وتعمد إلى وزن ثلاثين درهماً عدداً من الأصناف الثلاثة إلى العشرة منها وزن عشرة مثاقيل ، وعشرة منها ستّة مثاقيل ، وعشرة منها وزن خمسة مثاقيل ، فتكون أوزانها جميعاً واحداً وعشرين مثقالاً ، فتجزئها من الثلاثين فيصير العدّة من الجميع وزن سبعة مثاقيل ، وتصب صنجات من قوارير لا تستحيل إلى زيادة ولا نقصان ، فتضرب الدراهم على وزن عشرة ، والدنانير على وزن سبعة مثاقيل.
وأمره بضرب السكة على هذا اللون في جميع مناطق العالم الإسلامي ، وأن يكون التعامل بها ، وتلغى السكة الأولى ، ويعاقب بأشدّ العقوبة مَن يتعامل بها ، وترجع إلى المعامل الاسلامية لتصب ثانياً على الوجه الإسلامي.
وامتثل عبد الملك ذلك ، فضرب السكة حسبما رآه الإمام عليهالسلام ولمّا فهم ملك الروم ذلك سقط ما في يده ، وخاب سعيه ، وظلّ التعامل بالسكة التي صممها الإمام عليهالسلام حتى زمان العباسيين.
وذكر ابن كثير إنّ الذي قام بهذه العملية الإمام زين العابدين عليهالسلام ولا مانع من أن يكون الإمام زين العابدين فد نفّذ الخطة بواسطة ابنه محمد الباقر عليهالسلام.
وعلى أيّ حال فإنّ العالم الاسلامي مدين للإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام بما أسداه إليه من الفضل بإنقاذ نقده من تبعية الروم المسيحين.