وكيف لا وهو ابنُ خيرِ الرُسلِ |
|
وكيف لا وهو ربيبُ الفضلِ (١) |
* * *
__________________
(١) تواترتْ أخبار دولة بني العباس ، ولا سيما أيام المنصور العباسي فيما فعلتهُ بالناس من الظلمِ ، والجور ، والقتل ، والتشريد ، ولا سيما في حق آل أبي طالب عليهمالسلام فقد ذكر السيوطي في ترجمة المنصور : وكان المنصور فحلُ بني العباس وفيه طغيان وجبروت حيث قتل خلْقاً كثيراً حتى استقام ملكه. تاريخ الخلفاء / ٢٥٩.
وأخرج السيوطي ايضاً عن عبد الصمد بن علي أنه قال : قلت للمنصور : لقد هجمتَ على آل ابي طالب كأنك لم تسمعْ بالعفو وصلة الرحم ! فقال لي : إن آل أبي طالب لم تُغمد سيوفهم طوال الدهر ، وقد رأونا بالامس سوقةً واليوم خلفاء ، فلا تتمهدْ هيبتنا في صدورهم ويستقيم سلطاننا إلّا باستعمال العقوبة معهم. تاريخ الخلفاء / ٢٦٧.
وذكر الشيخ عباس القمّي : وإجمالاً فقد كان المنصور رجلاً دموياً فتّاكاً نصب للامام الصادق عليهالسلام اشدّ العداوة حتى استدعاه مراراً ليبطشَ به أو كاد ، وأخيراً دسّ له السمّ ومضى عليهالسلام شهيداً مظلوماً.
وخيرُ ما نتمّم به حديثنا في هذا المجال ما ذكره د. حسين فاضل العاني : لقد خلّف المنصور لولده المهدي من بعده خَزانة مملوءة من رؤوس العلويين. سياسية أبي جعفر المنصور / ٢٩.
وكم عانى أمامنا من ظلم هذه الطاغية وكثرة مراقبته له ، والتشديد عليه من قبل جلاوزته ، حتى كان عليهالسلام يعمل هو وأصحابه بمبدأ التقية ، وهو القائل : « التقية ديني ودين آبائي » والتقية استعمال الحكمة في مواجهة الإخطار حفظاً للنفس الحاملة للعقيدة والمبدأ ، وكان عليهالسلام قد نجا مراراً من بطشه بفضل لطف الله سبحانه ، وهكذا وبعد أن حمله مُكرهاً من بلد آبائه وأجداده الى بغداد ، وبعد عذابات القتل والتشريد التي رآها الإمام عليهالسلام في أهل بيته وابناء عمومته سقط عليهالسلام تحت رحمة هذا الطاغية ليُسقيه سُماً زُعاقاً ليلتحق بعد ذلك بآبائه وأجداده شهيداً مظلوماً.