__________________
=
ومن خلال هذا النص نستفيد ان الإمام الكاظم عليهالسلام كجده الباقر عليهالسلام كان يرى ان الثورة غير مناسبة في هذه الظروف لعدم الاعداد لها ، ولأنها معلومة النتائج رغم انها مشروعة في وجه الظلم والطغيان ، ومن خلال هذا النص وغيره يتضح لنا ان الإمام الكاظم عليهالسلام ومن قبله الباقر عليهالسلام كان يؤيد هذه الثورة سراً ويدعو لها في الباطن ، والدليل على ذلك ما اورده صاحب المقاتل الاصفهاني حيث ذكر انه :
لما جيء برؤوس الشهداء الثائرين ـ صاحب فخ واصحابه ـ الى الخليفة العباسي الهادي كان الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام حاضراً فتهجم الخليفة على الشهيد صاحب فخ ، ونال منه فأجابه الإمام عليهالسلام بقوله : بل مضى والله مسلماً صالحاً صواماً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ما كان في اهل بيته مثله ، وكان الإمام الكاظم عليهالسلام كثيراً ما يبكيه ويترحم عليه.
وهكذا نالت هذه الثورة المباركة المأساوية كثورة كربلاء ، وثورة زيد ثناء القاصي والداني ، ومنهم جلّ المؤرخين على اختلاف اهوائهم ، واصحاب السير والادباء والشعراء ودخلت التاريخ بصفحاتها المشرقة بالبطولة والفداء من اجل الكرامة والقيم الانسانية.