__________________
=
احياء سنته ، وهكذا توحدت كلمتهم وبايعوه بيعة رجل واحد ، وهنا جاءت نجدة عسكرية لاعادة النظام الى المدينة حينئذ ظهر الوالي الهارب ابن الخطاب ، واستقبلهم ثم اتجهوا الى المسجد لقتال العلويين ودارت هناك معركة اسفرت عن فرار جيش الوالي وسيطرة الثوار العلويين على الامور ، حيث كسبوا عدة غنائم مادية ومعنوية.
وبعد اعداد العلويين انفسهم جيداً للقتال في المدينة ، حيث مكثوا ، هناك احد عشر يوماً ثم رحلوا الى مكة سنة ١٦٩ هـ وكان عددهم قد تكامل ٣٠٠ رجل.
وبعد وصول الخبر الى الخليفة العباسي الهادي في بغداد كتب الى محمد بن سليمان بالقضاء على هذه الثورة ورجالها ، ثم امدهم بجيش يقوده موسى بن علي بن موسى ، والعباس بن محمد بن سليمان ، وهكذا نظم العباسيون جيشهم وصار عددهم ٤٠٠ فارساً حتى التقى الطرفان عند فخ ، وهي مدينة تقع على بعد ست اميال من مكة.
وسرعان ما دارت معركة ضارية بين الطرفين « كواقعة كربلاء » حيث قاتل الحسين بن علي صاحب فخ واصحابه قتالاً رائعاً حتى استشهدوا جميعاً الا من نجا منهم وكان الحسين بن علي قد جاءه سهم ملعون اطلقه اللعين حماد التركي وكان رامياً مشهوراً فأصاب صاحب فخ حينئذ وهب محمد بن سليمان مائة الف درهم لحماد التركي جزاءً له على رميته وبعد ذلك احتزَّ العباسيون رؤوس القتلى وكان عددهم ١٠٠ رأساً وتركوا الجثث ثلاثة ايام دون موارة ، حتى نهشتها الحيوانات الضارية على حد قول الرواة.
واما الاسرى والذين ورد ذكرهم فيما سبق فقد قُتلوا بعد ذلك سواء ممن قتل في المدينة او ممن جُلب الى بغداد وقُتل هناك.
واما بيان موقف الإمام الكاظم عليهالسلام من هذه الثورة فإننا نجد ان هذه الثورة قد شابهتْ وناظرت ثورة الشهيد زيد بن علي بن الحسين عليهالسلام فيما سبق ذكره ، وان موقف الإمام الكاظم عليهالسلام كموقف جده الامام الباقر عليهالسلام حينئذ من ثورة زيد (رض) حيث رأينا فيما سبق ان الامام الباقر عليهالسلام قد باركها سراً.
واما في هذه الثورة « فخ » فقد نقل الاصفهاني في مقاتله :
ان صاحب فخ قد عرض فكرة الثورة على الإمام موسى ابي الحسن عليهالسلام فأجابه الإمام عليهالسلام : انك مقتول فأحدَّ الضراب فإن القوم فسّاق يضمرون ايماناً ويبطنون نفاقاً وشركاً فإنا لله وانا اليه راجعون وعند الله احتسبكم من عصبة.
=