__________________
=
لما هلك المهدي العباسي كان يلي حكم المدينة اسحاق بن عيسى ولما ولي موسى الهادي امر الخلافة خرج اسحاق لاستقباله وتهنئته في بغداد ، ثم طلب منه اعفائه من امارة المدينة لما يتوجس من احتمال ثورة العلويين ، فاستجاب الهادي لطلبه ، وعيّن عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، فأتبع هذا الوالي الجديد سياسة الاضطهاد والارهاب ضد العلويين ، وافرط في التحامل عليهم ، وامرهم ان يكونوا دوماً تحت عينه ورقابته ، وكانت للوالي الخطابي ضغينة وحقد على الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن ، فطلب حضوره يومياً تحت عينه ، ثم طلب منه كفالة وضمانة ، فكفله الحسين بن علي صاحب فخ ، ويحيى بن عبد الله ، ولكن سرعان ما أتهمّه وجماعة من الشيعة من صحابته بشرب الخمر ظلماً وبهتاناً ، ثم جلدهم وفضحهم تحت نظر الناس ، ثم اودعهم السجنُ ، وسرعان ما خرج الحسين بن علي صاحب فخ وجماعة من العلويين بالاحتجاج على الوالي ، وبعد الحاحٍ شديد وهياج تمَّ اطلاق سراحهم بكفالة.
ولكن الوالي الخطابي قد عهد الى ابي بكر بن عيسى الحائك مسؤولية مراقبة الحسن بن محمد المتهم سابقاً ، حيث طلب منه الحضور ، يومياً الى المسجد وحدث ان تغيّب المذكور اعلاه عن الحضور بسبب زواجٍ له ، مما دعى ابن الحائك الى سجن جماعة من العلويين لأجله لحين احضار الغائب ، فحصل إشتباك بسيط بين العلويين وجماعة شرطة الوالي ، مما ادى الى استدعاء الكفيلين الحسين ويحيى وهددهما ووبخهما ، واقسم ان لم يجلبا الغائب ان يحرق دار الحسين بن علي ـ صاحب فخ ـ ويضربه ألف سوط ، وبعد خروج الكفيلين التقى صاحب فخ بالغائب محمد بن الحسن ، وطلب منه الاختفاء عن عين الوالي ، ولكن الثاني رفض وطلب لقاء الوالي.
ومن هنا اندلعت الثورة حيث تجمع
العلويون في دار الحسين بن علي ـ صاحب فخ ـ عددهم ٢٦ رجلاً من آل علي بن ابي طالب ، وثلة صالحة من الشيعة ، ممن جاءوا الى الحج فاشتعلت الثورة وشرارتها ، حيث هاجم العلويون دار الامارة ، حيث فرَّ الوالي واعوانه ، بعد ذلك خرج الثوار يقودهم الحسين بن علي الى المسجد وهم ينادون
بالتوحيد وجعلوا الآذان بـ « حي على خير العمل » وكان قائدهم صاحب فخ قد جلس على المنبر وعلى رأسه عمامة بيضاء ، وبايعوه على القتال والجهاد للرضا من آل محمد ، ثم خطبهم الحسين قائلاً : انا ابن رسول الله وعلى منبر رسول الله وفي حرم رسول الله ادعوكم
الى
=