وراح يدعو الله في خشوعِ |
|
وامتلئت خداهُ بالدموعِ |
فلم تمرَّ غيرُ بضعِ ساعه |
|
حتى بدت في الأُفقِ التماعه |
واجتمع الغيمُ وطبّق السما |
|
وما رميتَ انما الله رمى |
وانفتحت سحائبُ الامطارِ |
|
تهطل بالماء على البراري |
وامتلئت شواطئُ الغدران |
|
وفاضت الانهارُ في الوديان |
حتى تنادى الناس هذا الكرمُ |
|
هذا ابن موسى الطاهرُ المقدّمُ |
كرامة ليس لها مثيلُ |
|
الا الذي قام به الرسولُ (١) |
* * *
__________________
(١) ان قضية حبس السماء مطرها لذنوب اجترحتها العباد ، انما وقعت مرات عديدة في تاريخ الاسلام الطويل ، فقد حصلت ايام الخليفة الثاني فاستسقى العباس عم النبي صلىاللهعليهوآله فجادت السماء بمطرها ، وحصلت ايضاً ايام رسول الله صلىاللهعليهوآله عندما كان واقفاً بعرفات وهو يهم السير نحو مزدلفة ، وهنالك دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله بدعاء الاستسقاء حتى انفرجت السماء بماء منهمر ، وحصلت ايضاً ايام الامام الرضا عليهالسلام حيث ورد في المصادر التاريخية ان السماء حبست مطرها ايام تولية الرضا عليهالسلام لولاية العهد ، مما جعل بعض ضعاف النفوس يُرجعون ذلك الى تولية الرضا عليهالسلام وانه السبب في ذلك ، فأشار عليه المأمون ان يخرج يوم الجمعة للاستسقاء ، لكن الامام الرضا عليهالسلام اصر على يوم الاثنين مؤكداً للمأمون انها سنة عمل بها جده رسول الله صلىاللهعليهوآله وامير المؤمنين علي عليهالسلام وفعلاً خرج عليهالسلام وهناك دعا بدعاءٍ عظيم استهلت به السماء وابل مطرها ، وانفرجت ابواب السماء بماءٍ منهمر حتى عُدت هذه من كرامات الامام المشهورة.