__________________
=
ويشير المسعودي كذلك في اثبات الوصية ما يدلل على انه عليهالسلام قد نحله من العلوم والمعارف الشيء الكثير ، فبسند متصل الى كلثم بن عمران قال : لمّا ولد الجواد عليهالسلام كان الرضا طول ليلته يناغيه في مهده ، فلما طال ذلك الى عدة ليالي قلت للرضا عليهالسلام : جعلت فداك الى متى تعوّذه ؟ فقال عليهالسلام : ليس هذا عوذة وانما اغره العلم غرا.
وقد رويت اخبار تشير الى انه عليهالسلام قد ارتقى المنابر وهو صغير ، واظهر فضله وفضل ابائه ، وفي هذا الصدد ذكر البحراني عن حركة الامام الجواد عليهالسلام العلمية حيث قال : جيء بأبي جعفر الجواد عليهالسلام الى مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد شهادة ابيه الرضا عليهالسلام وهو طفل ، وسرعان ما رقى المنبر ثم نطق فقال : انا محمد بن علي الرضا ، انا الجواد ، انا والله لولا تظاهر اهل الباطل ، ودولة اهل الضلال ، ووثوب اهل الشك لقلت قولاً تعجب منه الاولون والاخرون. مستدرك عوالم العلوم ٢٣ / ١٥٩.
ونقل الطبري الامامي بسند متصل الى زكريا بن ادم قال : اني لعند الرضا عليهالسلام اذ جيء بابي جعفر عليهالسلام وله من العمر اربع سنين ، فضرب بيده الى الارض ورفع رأسه الى السماء وهو يفكر ، فقال له الرضا عليهالسلام : بنفسي انت لم طال فكرك ؟ فقال ابو جعفر عليهالسلام : فيما صُنع بامي الزهراء ، فقبله الرضا عليهالسلام بين عينيه ثم قال : بأبي انت وأمي انت لها ـ يعني الامامة من بعده. دلائل لامامة / ٢١٢.
وهكذا عاش الامام الجواد عليهالسلام عزيزاً كريماً في ظل ابيه الرضا عليهالسلام ونهل من علومه واخلاقه الشيء الكثير.