__________________
=
وفي هذا الصدد ينقل الشيخ المفيد انه : كان المامون قد شغف بابي جعفر عليهالسلام لما راى من فضله مع صغر سنه ، وبلوغه في العلم ، والحكمة ، والأداب ، وكمال العقل ما لم يساوه فيه اَحد من مشايخ أهل الزمان ، فزوّجه ابنته ام الفضل ، وكان مُقبلاً على إكرامه وتفضيله واجلال قدره ، اضافةً الى ان فعله هذا مع الجواد عليهالسلام قد يُخفي ورائه جملة من الأمور منها دفع تهمة اغتيال ابيه الرضا عليهالسلام عنه ، والأبقاء على كسب ودّ العلويين ، والسيطرة على تمرّدهم اِضافةً الى وضع الإمام عليهالسلام تحت عينيه خوفاً منه. الارشاد / ٣١٩.
وتشير المصادر ؛ أن المامون قد لاقى من تقريب الجواد عليهالسلام وتزويجه اعتراض العباسيين من أقاربه ، وخوفهم من قوة شوكة خصومهم العلويين الذين أبعدوا طويلاً عن سدّة الحكم ، لكنّ المامون بّرر فعله هذا لهم بأنه يزيد صلة رحمه ، اضافةً الى رجاحة عقل المأمون وكونه خلاف مَنْ سبقه من الخلفاء في قطع أرحامهم ، والذين اخذوا السلطة بالقهر والأغتصاب وهذا الإمام الجواد عليهالسلام اعجوبة عصره في العقل ، والكمال من ابناء عمومته ، فمَنْ هو أوى بالأكرام والتقديم غيره ؟!!.