__________________
=
بل الاعلان أنها كفر ، وخروج عن الدين ، وأعلنوا عن قطع أي صلة لهم وشيعتهم بها وبالمنحرفين من دعاتها ومحاربتهم ، وبهذا الصدد قال أمير المؤمنين علي عليهالسلام : بُني الكفر على اربع دعائم : الفسق ، والغلو ، والشك ، والشبهة.
ونقل الكشّي في رجاله أن الامام الصادق عليهالسلام قال لأصحابه : قولوا للغلاة توبوا الى الله فأنكم فسّاق كفّار مشركون.
وتشير المصادر الى أن هذه الفكرة ودعاتها قد أستفحلت أيام إمامة الهادي عليهالسلام وقد تمكّن الامام من التصدّي لها مرة بالاستخفاف بها ، وأخرى في توهينها ، وثالثة بالتبرؤ منها وضرب مَن يدّعونها وقتلهم ، وفي هذا المجال ينقل الكشّي في رجاله عن أحمد بن محمد بن عيسى قال : كتبتُ الى الامام الهادي في قومٍ يقولون بالغلو فيه وفي آباءه فماذا تقول فيهم ؟ فأجابه الامام : ليس هذا من ديننا فأعتزلهم.
وفي روايات أخرى أمر بلعنهم ، وفي أخرى بقتل رجل من دعاة هذه الفكرة كان خطراً يُقال له « فارس بن حاتم القزويني » كما وسعى الامام من خلال ابطال هذه الفكرة عن طريق التأكيد على وحدانية الله سبحانه ، وأنه هو وحده الخالق المُطاع المعبود ، إضافةً الى كون الائمة عليهمالسلام عباد مخلوقين مرزوقين.
وتُشير المصادر التاريخية الى ظهور عدة شخصيات وأسماء قالت ، وآمنت ، ودعت الى الغلو في إيام الامام الهادي عليهالسلام ومنهم :
علي بن حسكة [ لعنه الامام وتبرأ منه ] ، القاسم بن يقطين [ لعنه الامام وتبرأ منه ] ، الحسن بن الباب ، محمد بن نصير النميري ، فارس بن حاتم القزويني [ أمر الامام عليهالسلام بقتله فقُتل ] ، هاشم بن ابي هاشم ، ابن ابي الزرقاء ، وغيرهم ..
لكن للأسف لا يزال الكثير من بعض المذاهب الاسلامية ، ومعهم جماعة من المستشرقين ممّن يرمون مذهب أهل البيت عليهمالسلام بهذه البدعه وغيرها ، ويلصقونها ظلماً وبهتاناً به رغم براءة المذهب منها.
وكان الامام الهادي عليهالسلام قد تصدّى لهذه البدعة ، وغيرها أمثال الجدال في القرآن ، وجواز رؤية الله وغيرها ، وسعى الى دحضها وإبطالها بكل قوة وحزم ، وأعتبرها من بدع الشيطان وتسويلاته لهذه الجماعات الضالّة.