__________________
=
ـ منَ يدرس حياة الامام الهادي عليهالسلام منذ وفاة ابيه الجواد عليهالسلام وتحمّله مهام الامامة ، والى وفاته يجدها حياة مليئة بالتحديات والصبر والثبات ، لأنه أبتليَ بحكام نواصب حاقدين على آل ابي طالب وشيعتهم ، حيث إبتدأ هذه الحياة في أواخر حكم المعتصم العباسي الذي أستخدم كل وسائل العنف ضده ، وضد أبيه الجواد عليهالسلام ومَنْ شايعهم ، ومنها إقدامه على قتل الامام الجواد عليهالسلام سماً ومن ثمَّ هلك هذا الطاغية ليتولى من بعده الواثق الذي سار على نهج ابيه في تلك السياسة الظالمة رغم قلة شدّتها وخفّة وطأتها.
ـ وبحلول سنة ٢٣٢ هـ وصعود المتوكل على سدّة الحكم حتى لقي الامام عليهالسلام وشيعته منه العنت والظلم والاضطهاد ، حيث سيّره مُكرهاً الى سامراء ، ووضعه تحت رقابة السلطة ، وحاول مراراً إهانته ، بل وقتله في إحدى المرات ، وفي حالات أخرى النيل من شخصه بالاهانة ، واخرى بالسجن ، لكن الله سبحانه دفع عن وليّه هذه المؤامرات. وبهذا الصدد قال الراوي : وكان المتوكل يجهد في الايقاع به ويعمل على الوضع من قدره في عيون الناس ، فلا يتمكن من ذلك وهكذا إستمرت محنة الامام مع المتوكل حتى أهلكه الله مقتولاً عام ٢٤٧ هـ. إعلام الورى ٢ / ١٢٦.
ـ وفي عصر المنتصر بن المتوكل عاش الامام بين ترقّب وخوف أقل وطأةً من السابق ، لأن المنتصر كان ليناً معه ومع شيعته ، وبعد خلع المنتصر وقتله عام ٢٤٨ هـ جاء المستعين العباسي ليعيد الامور الى سابقها من الضيق والاضطهاد ، حتى آلت الامور الى المعتز العباسي بعد مقتل المستعين عام ٢٥٢ هـ حيث دخل الامام في مرحلة جديدة من المراقبة والاضطهاد ، تنتهي حياته الكريمة بعد هذه المعاناة مسموماً على يد المعتز العباسي الذي كان كأسلافه في القسوة والبطش ، بينما الاعاجم والاتراك ، والمغفلين من أوباش الناس يمرحون ويسرحون في بحبوحة اللذات والشهوات ، كانت الدنيا تضيق بالامام الهادي عليهالسلام وشيعته طيلة حكم بني العباس.
ولا بد هنا من الاشارة الى ان الامام الهادي عليهالسلام رغم المضايقة والرقابة والسجن ، فقد كان يؤدي دوره الرسالي في رعاية الشيعة ، وتربيته ، والاشراف على أمورها ، إمّا عن طريق وكلائه ، أو بالمراسلة وأحياناً عند خروجه عندما يطلبه الخليفة ، وأحياناً يرد على المسائل الشرعية ، ويعقد المجالس العلمية ، ويحارب البدع والمقولات الباطلة ، وأحياناً إرشاد الضالّ ومساعدة المحتاجين ولا سيما من شيعته الفقراء.