__________________
=
قال الراوي : أوصى ابو الحسن الهادي عليهالسلام الى ابنه الحسن قبل مضيّه بأربعة أشهر وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالين. الكافي ١ / ١٣٤ ، الارشاد / ٢٣٥.
ويعتبر تعدّد أسماء أمهات الائمة على طول التاريخ أمر طبيعي ، لما ينطوي ذلك على أسباب ومصالح يعرفها الائمة عليهمالسلام منها حراجة الظروف السياسية ، ومنها المصالح الاجتماعية التي تشهدها تلك الازمنة ، إضافةً الى ما يقوله المؤرخون من ان اكثر أمهات الائمة عليهمالسلام من الجواري ، وكانت الجواري آنذاك لها عدة أسماء ، علاوة على ذلك أن كثرة الاسماء دالّ على شرف المُسمى ، كما نُقل عن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهاالسلام فقد ذكر لها الرواة وأهل السير عشرات الاسماء لمصالح ومقامات تنطوي على ذلك.
امام بخصوص والدة الامام الحسن العسكري فقد ورد في المصدار التاريخية انها ام ولد واسمها حديثة ، وقد اشادت جل هذه المصادر بفضلها وجلالة قدرها ، وكانت من العارفات الصالحات ، وكانت في غاية الصلاح والورع والتقوى ، حتى ان احد الرواة قال : لمّا أدخلتْ سليل أم أبي محمد الحسن العسكري على الامام الهادي قال عليهالسلام : سليل مسلولة من الآفات والعاهات والارجاس والانجاس. ثم قال عليهالسلام : سيُخرج لها منها حجّته على أرضه ليملأ الارض عدلاً كما مُلئت جورا. اثبات الوصية / ١٣٦.
وتشير المصادر أنها حملتْ بالامام الحسن العسكري عليهالسلام في المدينة وأرضعته هناك ، وغذتهْ وأسبغت عليه من جلائل الاخلاق ، وارفع الصفات من طهرٍ ، وإباء ، وعزة ، ووفاء.
ولا بدّ من الاشارة هنا أنها كانت تُعرف بـ « الجدّة » ـ أي جدة الامام المهدي الحجّة ـ ولمّا توفيت دُفنتْ في الروضة العسكرية المشرّفة في سامراء جوار الامام الهادي عليهالسلام وولدها الحسن العسكري خارج بيت الهادي عليهالسلام.
نهل الامام الحسن العسكري عليهالسلام من أبيه الهادي عليهالسلام علوماً ومعارف كثيرة رغم قصر المدة التي قضاها معه كما أشرنا سابقاً في حياة الهادي عليهالسلام ، وتشير المصادر التاريخية الى أن أخلاق وصفات الامام الهادي عليهالسلام بل وصفات أجداده السابقين عليهمالسلام قد ترسخت في الامام الحسن العسكري عليهالسلام.
وفي هذا الصدد قال الرواة : كانت أخلاق الامام الحسن العسكري كاخلاق جده رسول الله صلىاللهعليهوآله في هديه ، وسكونه ، وعفافه ، ونبله ، وكرمه ، وكان على صغر سنّه مقدَّماً على العلماء ، والرؤساء ، بل أن ما جرى للائمة مَنْ سبقه في الفضائل ، والاسرار ، وصفات الكمال تجري فيه ولمَن بعده ، وانهم في ذلك سواء. الشيعة في الميزان / ١٥٤ للشيخ محمد جواد مغنية.