__________________
=
وكانت الظروف التي تمر بها الدولة العباسية بعد تولي المتوكل ظروفاً صعبة جداً ، إذ انها كانت تعد مؤشراً على ضعفها ، وتشكل بداية لانحلالها ، فالحروب الداخلية والخارجية من جهة ، والقتال بين ابناء الخلفاء من جهة اخرى ، كالذي حصل بين المستعين والمعتز والذي أدى الى تولي المعتز وخلع الاول عام ٢٥٢ هـ كل واحد من هذه الصراعات كان له تأثيره المباشر في ايجاد الضعف والانحلال.
وفي ايام المتوكل قام المتوكل بهدم قبر الامام الحسين عليهالسلام ومنع القاصدين لزيارته ، لان المتوكل كان يتجاهر بعدائه لآل ابي طالب ومطاردتهم ، ولم يرد تجاه تلك الاحداث اي تعليق من قبل الامام الهادي عليهالسلام. ـ ويمكن ان يقال انه : لم يرد الينا عن موقف الامام مع الخلفاء شيء ، سوى ما جاء عن موقفه من المتوكل وهو اقل القليل ـ . اعلام الهداية ١٣ / ٥١.
وكانت للامام الهادي عليهالسلام منزلة سامية ومكانة رفيعة القدر لدى اهل المدينة لاحسانه اليهم وعلاقته القوية معهم ، فلما أشخصه المتوكل ارسل يحيى ابن هرثمة لجلب الامام من المدينة الى سامراء عام ٢٣٤ هـ اضطرب الناس وضجوا كما يروي يحيى بن هرثمة نفسه حيث قال : فذهبت الى المدينة فلما دخلتها ضج اهلها ضجيجاً عظيماً ما سمع الناس بمثله خوفاً على علي ـ اي الامام علي الهادي عليهالسلام ـ وقامت الدنيا على ساق ، لأنه كان محسناً إليهم ملازماً للمسجد لم يكن عنده ميل الى الدنيا ، فجعلت اسكنهم ، وأحلف لهم اني لم أؤمر فيه بمكروه ، وأنه لا بأس عليه ، ثم فتّشت منزله فلم أجد إلا مصاحف وأدعية وكتب علم فعظم في عيني. اعلام الهداية ١٣ / ٥٢.