__________________
=
ولعلّ الامام أبا محمد الحسن العسكري عليهالسلام هو اكثر الائمة إبتلاءً بمثل هذه الافكار والفرق الضالة طيلة ايام إمامته ، وذلك لقوة انتشارها في زمانه ، ولكون السلطة العباسية قد انشغلت بلهوها وفسادها عن متابعة هذه الفرق إن لم تكن هي السبب المباشر لظهورها وإنتشارها.
موقفه عليهالسلام من الثنوية : وهؤلاء من جملة الفرق المشركة التي تدّعي قدم غير الله معه ، بل وتُشرك غيره معه ، والثنوية : فرقة تزعم أن النور والظلمة أزليان قديمان بخلاف المجوس الذين قالوا بقدم الظلام. والثنوية : هي فرقة تثبت مع القديم قديماً غيره ، وهم من فرق المجوس حيث يقولون بأن للشر اصلاً وللخير إصلا وهما النور والظلمة.
ويبدو أن أفكار هذه الفرقة تسربت الى الاسلام بسبب الاختلاط مع الامم الاخرى ، وإنتشار الحضارة في عهد الامام العسكري عليهالسلام.
وفي هذا المجال ينقل الحر العاملي : كتب الى الامام رجل يسأله الدعاء لوالديه وكانت الام مؤمنة ، والاب ثنوي ، فوقّع له الامام : رحم الله والدتك. وهذا يعني أن والدك كافر وغير مشمول برحمة الله سبحانه. إثبات الهداة ٣ / ٤٢٧.
موقفه عليهالسلام من الصوفية : الصوفية فرقة فاسدة نشأت تحت ستار الاسلام وقد ابتدعها رجل إسمه ابو هاشم الكوفي في القرن الثاني الهجري ، وقد قامت بخداع الناس وبالذات العوام منهم تحت شعارات الزهد والتخلّي عن الدنيا ، حيث قامت هذه الفرقة فألغت كلمة مسلم ، ومؤمن ، وجاءت بمصطلح « متصوف » الذي لم يعرفه لا الشيعة ولا بقية المذاهب في عصر الاسلام الاول ، ثم تدرّج بهم الحال الى إستباحة الغناء ، والرقص ، والتصفيق بإعتبارها شكلاً من أشكال العبادات المُباحة ، وبعد ذلك تسالم مذهبهم مع بقية مذاهب الناصبة والزنادقة في محاربة الشريعة الصحيحة المتمثلة في خط أهل البيت عليهمالسلام ولهذهِ الفرقة جملة من القبائح تُعدّ عندهم أصول يؤمنون بها ويعتبرونها من طُلب الدين ومنها :
ـ الاعتقاد بمبدأ الحلول والاتحاد ووحدة الوجود.
ـ الاعتقاد بمذهب الكشف ومعرفة ما وراء الحجاب.
ـ الاعتقاد بصحة سقوط التكاليف الشرعية للمسلم اذا وصل الى مرحلةٍ ما ، حيث يقولون أن قوله تعالى ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى? يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) يندرج في ذلك.
ـ الاعتقاد بنفع نوع من الرياضيات
الباطلة وترك مباحاة الدنيا ومنها طول الجوع وشدة
=