__________________
=
حكيمة بنت الامام الجواد عليهالسلام ان تبقى في داره ليلة الخامس عشر من شهر شعبان واخبرها بأنه سيولد فيها إبنه وحجة الله في أرضه ، فسألته عن امه فأخبرها أنها نرجس ، فذهبت اليها وفحصتها فلم تجد فيها أثراً للحمل ، فعادت للامام واخبرته بذلك ، فابتسم عليهالسلام وبين لها ان مثلها مثل أم موسى التي لم يظهر حملها ولم يعلم به احد الى وقت ولادتها ، لان فرعون يتعقب اولاد بني اسرائيل خشية من ظهور موسى المبشر به فيذبح ابناءهم ويستحي نساءهم ، وهذا الامر جرى مع الامام المهدي عليهالسلام ايضاً ، لان السلطات العباسية كانت ترصد ولادته إذ قد تنبأت بذلك طائفة من الاحاديث الشريفة. اعلام الهداية ١٤ / ١١٣.
ان ولادة الامام المهدي عليهالسلام كانت بعناية خاصة من الله تعالى ، مكنت نرجس من ولادته رضوان الله عليها من وضعه دون ان يظهر عليها اثر الحمل ، الا في آخر ساعة حتى لا يكتشف الجهاز العباسي امر هذه الولادة المنتظرة.
غير ان السرية التامة لم تنسجم مع طبيعة الدور الذي ينتظر الامام المهدي عليهالسلام باعتباره الامام الثاني عشر كما نص الرسول صلىاللهعليهوآله في احاديث عديدة ، فلا بدّ للامة الاسلامية عموماً ولشيعة اهل البيت عليهمالسلام ان يكونوا على علم بولادة الامام الثاني عشر وانه ابن الامام العسكري عليهالسلام دون سواه.
إن هذه المسألة من المسائل الاساسية في عقائد المسلمين الشيعة ، ولا بد من ايضاحها بصورة ثابتة لا تقبل التشكيك ، وذلك منعاً لأي محاولة انحراف جديدة قد تطرأ في الوسط الشيعي نتيجة الاختلاف في شخصية الامام الذي يخلف سابقه بعد وفاته.
ولقد تعرض الوسط الشيعي نتيجة هذه المسألة الى انشقاقات عديدة ، ونشأت عدة فرق في فترات مختلفة ، مثل الكيسانية ، والزيدية ، والاسماعيلية ، والواقفية وغيرها.
لقد اعتمد الامام العسكري عليهالسلام منهجية التعريف السري بولادة ابنه المنتظر وذلك في نطاق محدود جداً من اصحابه حتى يكونوا شهود عيان على ولادة المهدي عليهالسلام فيتولون مهمة تعريف جماهير الشيعة بوجود امامهم الثاني عشر في الوقت المناسب ، كما يمارسون عملية التصدي لاي انحراف يطرأ في الوسط الشيعي حول شخصية الامام.
وفي هذا الخصوص اقدم الامام العسكري عليهالسلام على خطوات متتالية اتسمت بالهدوء والمنهجية الدقيقة ، ففي اليوم الاول للولادة يأمر عليهالسلام اخص أصحابه عثمان بن سعيد العمري ان يعق عن المولود وان يوزع الخبز واللحم بهذه المناسبة.
=